وكتب المقالة، شون ماكفيت، وأكد فيها أنه من أجل إحباط خطط بوتين والانتصار في الحرب ضده يجب في البداية اتقان اللعب وفقا لقواعده.
وقال ماكفيت: "مؤخرا، سألني أحد طلبتي: لماذا لا توقف الولايات المتحدة، فلاديمير بوتين. وكان الطالب ليس عادي، والكلية التي يدرس فيها أيضا غير عادية. إنه ضابط كبير من دولة حليفة والسؤال طرح في المدرسة العليا للخدمة الدبلوماسية في جامعة جورج تاون حيث أدرس استراتيجية الأمن القومي".
وتابع الكاتب قائلا، إنه ليس الطالب الوحيد، ويتساءل الكثيرون- لماذا "يخرج بوتين دائما من الماء جافا" أي بدون عقاب أو عواقب على كل ما يقوم به.
قبل خمس سنوات كانت النخبة السياسية الخارجية في واشنطن تسخر من روسيا، أما الآن فلا أحد يضحك ويسخر. ففي الشهر الماضي حلقت مقاتلة روسية فوق مدمرة الأمريكية في البحر الأسود، على ارتفاع منخفض ومقاتلة أخرى قامت بمناورة "لفة البرميل" حول طائرة التجسس الأمريكية RC-135.
بدون أي شك يخوض بوتين" حرب ظل" ضد الغرب وهو يحقق الفوز تلو الفوز في الوقت الذي يفتق الأمريكان عقولهم حول ما يجري وما هي الحرب الهجينة. ما الفرق يا سادة، هيا بنا ننتصر. ولكن لكي يتم الانتصار على بوتين يجب قبل كل شيء وكما قال المفكر الصيني القديم (Sun Tzu) —" أعرف عدوك".
أنا أعرف نوع الحرب التي ينفذها بوتين. لا تبحثوا عن هذه الحرب في كتب المدارس العسكرية، لن تجدوها هناك. يمكن القراءة عنها فقط في الروايات الأدبية. في رواية "حرب الظل" (Shadow War) يجري توضيح كيف تعمل طرق بوتين في تنفيذ الحرب. هذه حرب من نوع جديد تختلف عن تلك التي خاضها أجدادنا. يفوز الروس، لأنهم ينفذون "حرب الظل"، ببراعة أما نحن فلا نقوم بذلك. وإذا رغبنا بإيقافهم فيجب علينا اتقان هذه اللعبة.
مختصر القول إن الحرب غيرت طابعها وهي لم تعد مواجهة بين الجيوش في سبيل الوطن والحكام. الحرب الحديثة تجري في الظل. ولكن نرى أن الاستراتيجيين الأمريكان لا يزالون يعتمدون على صيغ الحرب التقليدية السائدة منذ الحرب العالمية الثانية. هم يعملون بشكل عشوائي وأما الروس فيمارسون " حرب الظل" ولذلك النصر يحالفهم.