قال النائب بالبرلمان المصري، سمير غطاس، في حديث لـ "سبوتنيك"، إن نجاح مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي غير مضمون على الإطلاق، حيث أنه لم يتغير الموقف السياسي الإسرائيلي، مضيفاً أن هناك فرق بين مبادرة الرئيس السيسي والمبادرة الفرنسية، التي أرجئت بسبب اعتراض الجانب الإسرائيلي عليها تماماً.
وأوضح البرلماني المصري أن معظم أجهزة الإعلام، التي قرأت رد الفعل الإسرائيلي، قالت إن رئيس الوزراء نتنياهو رحب بالمبادرة بشكل جيد، لكنها لم تقرأها جيداً، حيث قال نتنياهو إنه يرحب بالمبادرة المصرية والعرب. مضيفاً أن رئيس الوزراء نتنياهو يتمنى أن يكون هناك اتفاق مع الجانب العربي، وليس مع الجانب المصري فقط، والرئيس المصري بدوره قال إن إحدى مرجعيات هذه المبادرة هي المبادرة العربية، الأمر الذي يعطي مبادرة الرئيس السيسي أهمية أكثر من المبادرة الفرنسية، والتي تعد شكلا من أشكال المؤتمرات، التي ينتج عنها فقط بعض البيانات.
وأضاف خبير الشؤون الإسرائيلية أنه يخشى أن تكون مناورة إسرائيلية، وهو أن يكون الترحيب من أجل التطبيع مع الدول العربية دون أن يحدث تقدم في عملية السلام.
ولفت إلى أن مبادرة الرئيس السيسي تتضمن ما قال عنه "شرطين" هما توحيد ووفاق من قبل الجانب الفلسطيني، أيضاً توحيد الجانب الإسرائيلي، حيث أن الحكومة الموجودة حالياً هي حكومة يمين متطرف، الأمر الذي يحول في عمل أي تقدم في عملية السلام مع وجود هذه الحكومة، لذلك يجب أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية تخرج حكومة أقصى اليمين ليحل محلها اليسار الوسط.
كما لفت غطاس إلى أن هناك قوى إقليمية عديدة سوف تتدخل لتخريب هذه المبادرة، خاصة قطر وتركيا وإيران، بالإضافة إلى أن حركة "حماس" لن تكون متحمسة لهذه المبادرة.
ويرى البرلماني المصري أن حل القضية أصبح معقد إلى حد كبير، ذلك نتيجة الاستيطان، حيث أنه بالضفة الغربية والقدس يوجد أكثر من نصف مليون ممكن أن ينسفوا عملية السلام من أساسها، فلم يتبق في القدس الكثير، الذي ممكن أن نفاوض عليه، فالأمر يتطلب إجراءات وشروط أعلى بكثير من مجرد المبادرة، فما ظهر من المبادرة هو قمة جبل الجليد، فالمهم أن ننظر فيما هو أسفل هذه القمة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد دعا، أمس الثلاثاء، كل من الفصائل الفلسطينية إلى محاولة الوصول إلى مصالحة حقيقية من أجل إيجاد حل حقيقي للقضية، مقدما مساعدة مصر في هذا الطرح.