بيروت — سبوتنيك
وكان بدر الدين، وهو من القياديين العسكريين البارزين في "حزب الله"، قد قُتل قرب مطار دمشق الدولي الأسبوع الماضي، بقذيفة أطلقتها إحدى "الجماعات التكفيرية"، بحسب ما أعلن
وقال نصر الله، في كلمة ألقاها لمناسبة مرور أسبوع على اغتيال بدر الدين، إنّ "معطيات الاعتداء أشارت إلى مسؤولية الجماعات المسلحة التكفيرية، وبالتالي لا يمكن أن نقول غير ذلك".
وأضاف، "تحققنا وفحصنا، وليس هناك أي مؤشر يدل على أن الإسرائيلي "هو من قام بعملية الاغتيال، موضحاً "نحن لا نخشى إطلاقاً تحميل إسرائيل مسؤولية أي اعتداء علينا، وقد هددّنا بالردّ وفعلنا كاعتداء القنيطرة".
وتابع نصر الله، أن "حزب الله لا يعتبر إسرائيل بريئة (من اغتيال بدر الدين) لكننا لا نتهم بالسياسة حتى عدوّنا، ونحن نمارس حرباً نفسية مختلفة عن كل العالم"، موضحاً "خلال 34 سنة من الصراع مع العدو الإسرائيلي، لم نكذب يوماً، والعدو يعترف بصدقنا وشجاعتنا، ولكن هؤلاء المستعربين يشككون في ذلك".
وأشار نصر الله إلى أنّ "العدو الإسرائيلي الحاقد أنصفنا، لكنّ المستعربين خدموا أميركا وإسرائيل أكثر من الإسرائيليين انفسهم".
وحذّر نصر الله من مغبة استهداف أي عنصر في "حزب الله"، متوجهاً إلى "إسرائيل والأعراب" بالقول "إذا امتدت أيديكم إلى أي مجاهد من المجاهدين، سيكون ردّنا مباشراً وقاسياً وخارج مزارع شبعا" في جنوب لبنان.
وأشار نصر الله إلى أنّ بدر الدين كان "من أوائل رجال المقاومة منذ لحظاتها الأولى"، لافتاً إلى أنه "كان في مقدمة المقاتلين في مواجهة العدو الإسرائيلي في معركة خلدة" خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، حيث "أصيب بجراح بليغة تركت أثرها في جسده وبقيت معه إلى الشهادة".
وكشف نصر الله عن أن بدر الدين "تولى في العام 1995 القيادة المركزية العسكرية في حزب الله حتى منتصف العام 1996، حيث عمل على تطوير العمل العسكري للمقاومة الإسلامية"، مشيراً إلى مساهمته في "تفكيك شبكات الإرهاب في لبنان متكاملاً مع كل الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية" في هذا الإطار.
وأضاف، أنه بعد اغتيال القيادي البارز في "حزب الله" عماد مغنية في سوريا في العام 2008، تولى بدر الدين مسؤولية أخرى، من بينها "اكتشاف خلايا المتعاونين مع العدو والعملاء".
وأضاف، أنه بعد استشهاد عماد مغنية تولى بدر الدين مسؤوليات أخرى، ومن بينها "اكتشاف شبكات العملاء"، و"تطوير الإعلام الحربي والحرب النفسية"، قبل أن يتولى "مسؤولية وإدارة وحدات حزب الله في سوريا".
وشدد نصر الله على أنّ "شهداء المقاومة هم الشهداء سواء قتلوا في لبنان أو سوريا أو أي ساحة أخرى".
وأكد نصر الله أن ما جرى لن يؤثر على قدرات "حزب الله" قائلاً إنّ لدى الحزب "جيل من القادة، وأعمارهم من الأربعين والخمسين، وجيل آخر من الأربعين والثلاثين، وجيل من القادة الميدانيين كبير".
وأضاف "عندما استشهد الحاج عماد (مغنية) قال كثيرون أن بنية حزب الله ستتراجع، لكنها تعاظمت "معتبراً أن "حزب الله، ومنذ سنوات طويلة، بات تنظيماً متكاملاً ومؤسسة متكاملة من كل الجهات".
وحول الوضع في سوريا، قال نصر الله، إنّ "كل المعطيات الميدانية تكشفت منذ سنوات". وأضاف "بات واضحاً من استغل الجماعات الإرهابية ودعمها وسلحها ودربها وأتى بها من أرجاء العالم"، معتبراً أنه "يوماً بعد يوم تتكشف الحقائق عن أهداف هذه المعركة ودور الأميركيين والغربيين وأعوانهم الإقليميين".
وأكد نصر الله أن "حزب الله سيبقى في سوريا، وسيذهب قادة أكثر من السابق إلى هناك"، مشدداً على أنّ "الدماء الذكية ستدفعنا إلى قدرة أقوى وتواجد أقوى في هذه المعركة".
واعتبر نصر الله، أن "الجماعات التكفيرية مشروع واحد، وهي تتغذى فكرياً وتُموَّل من قبل السعودية وقطر وتركيا"، مشيراً إلى أن هذه الجماعات هي "جيش أميركي- إسرائيلي يحمل رايات سوداء باسم الإسلام ليحقق الأهداف الأميركية والإسرائيلية".
وحذر نصر الله من أن "الأميركيين يأخذون هذه الجماعات ذريعة في اليمن والعراق وسوريا ليدخلوها".
وكشف نصر الله عن أنه "قبل أسابيع، كان السيد مصطفى (بدر الدين) وإخوانه يحضرون للمعركة في الغوطة الشرقية (قرب دمشق)، واليوم الجيش السوري وإخوان السيد مصطفى حققوا هذا الإنجاز"، مؤكداً أنّ "حزب الله وبقية الأصدقاء والحلفاء في سوريا يتقدمون وينتصرون".
وختم نصر الله قائلاً، "نحن على مدى سنوات، مرّ علينا وضع أصعب ونحن اليوم أقوى، وقدمنا التضحيات لأننا ندرك أن هناك مصلحة كبيرة ببقاء سوريا والعراق والمنطقة العربية"، مؤكداً "أنهم لن يستطيعوا أن يسيطروا على سوريا ولا خيراتها"، وأن "كل المشروع الذي رُسم في المنطقة سقط".