مصدر ميداني لـ "سبوتنيك" أكد أن عشر قرى وبلدات هو مجموع ما خسرته الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية للعاصمة بقطاعها الجنوبي، بعد أن كانت السيطرة عليها لمدة فاقت السنوات الأربع.
وبلغت المساحات التي استعادها الجيش السوري خلال عمليته العسكرية الأخيرة حوالي عشرات الكيلومترات في الجهة الجنوبية من الغوطة الشرقية، استطاع الجيش السوري خلالها القضاء على وجود تلك الفصائل المسلحة من تلك الجهة.
وشرح المصدر الميداني كيفية سير الهجوم العسكري، حيث بدأه الجيش السوري والقوى الرديفة، صباح الخميس على مواقع وتحصينات المسلحين، وأبرز تلك الفصائل التي واجهها الجيش السوري والحلفاء، خلال عملية الغوطة الشرقية، جيش الإسلام وفيلق الرحمن وجبهة النصرة وجيش الفسطاط.
المعركة بدأت بإسناد ناري جوي ومدفعي، اقتحم خلالها قوات المشات أهدافهم من عدة محاور، باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، والآليات المدرعة.
وحسب المصدر فأن المسلحين بدأوا عملية انسحاب كبيرة، بعد عجزهم عن رد تقدم الجيش وحلفائه، حيث سلك المسلحون خلال هروبهم الطريق المؤدية إلى عمق الغوطة.
تقدم الجيش السوري كان متسارعاً باتجاه مناطق زبدين، وحوش الدوير، وبياض شبعا، والركابية، ونولة، وحوش الحمصي، وحرستا القنطرة، وبالا، ليتابع في بلدات دير العصافير وحرستا القنطرة.
وهكذا تكون الغوطة بعد توغل قوات الجيش السوري، قد انقسمت إلى أجزاء وقطاعات وبالتالي يرجح تقدم أكبر للجيش، مع انهيارات أسرع وأكبر للمسلحين.
اقتتال بين الفصائل المسلحة وحروب بينية..
لا يخفي المصدر الميداني أن أحد أهم العوامل المساعدة في تسريع العملية وتحقيق الأهداف المخطط لها، هو تضييق الخناق على المسلحين في دير العصافير، إضافة إلى التقدم باتجاه مزارع خان الشيح والمواجهات العنيفة على تخومها، ما أجبر المسلحين على الانسحاب.
ويأتي في سياق تأكيده، نتائج هذا التضييق، حيث أثمر التقدم بهذه الوتيرة، حيث أُجبر جيش الإسلام على اقتحام بلدة مديرا الواقعة تحت سيطرة فيلق الرحمن، هرباً من ضراوة المواجهات مع الجيش السوري وحلفائه، وتواصل الاقتتال بن الفصيلين وسط اشتباكات دامية، وحسب المعلومات الواردة فإن الاشتباكات التي وصفت بالمتخبطة والعشوائية، أدت إلى سقوط عشرات المديين.
إضافة إلى المدنيين سقط أكثر من ثلاثمئة وخمسين مسلحاً قتلى في الاقتتال بين جيش الاسلام وفيلق الرحمن، هذا إضافة إلى العشرات الذين قتلوا خلال مواجهتهما مع الجيش السوري.
1200 مسلح سقطوا حتى الآن ومنذ أسابع نتيجة الاقتتال بين الفصائل المسلحة المتواجدة في الغوطة الشرقية، وذلك حسب صفحات المعارضة.
ويعود سبب الاقتتال حسب المصادر المحلية، إلى محاولات تلك الفصائل السيطرة على مناطق تكون بعيدة عن خط المواجهة المباشرة مع الجيش وحلفائه، خاصة بعد التطورات الميدانية الأخيرة.
وفي سياق تطورات الغوطة الشرقية، خرج أهالي بلدتي مديرا ومسرابا في الغوطة الشرقية لدمشق يوم أمس بتظاهرة حاشدة رفع فيها المتظاهرون لافتات نددت بالاقتتال الحاصل بين "جيش الإسلام" من جهة، وتحالف "جيش الفسطاط" و"فيلق الرحمن" من جهة أخرى والتي قتل فيها المئات من مسلحي الطرفين، وتوجه المتظاهرون باتجاه بلدة حمورية وقاموا بفتح الطريق الواصل بين مسرابا وحمورية بواسطة الجرافات، وأزالوا السواتر الترابية التي أقامها كل من الطرفين المتنازعين. في المقابل، أطلق مسلحون من "فيلق الرحمن" وجبهة النصرة الرصاص الحي لتفريق التظاهرة بسبب خروجها عن "سياق المظاهرة الشعبية".