وبهذه المناسبة تحدثت أستاذة العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ، مع "سبوتنيك"، حول دور مصر وروسيا في دعم الشعوب الأفريقية، موضحةً أن أفريقيا تعتبر بالنسبة لمصر عمق استراتيجي مهم جداً، مؤكدةً أن الأمن القومي المصري يبدأ من أفريقيا، حيث منابع النيل هي المنطقة الاستراتيجية.
وأضافت الشيخ أن لا أحد ينكر أنه كان هناك بعض التراجع النسبي في الاهتمام المصري بأفريقيا بشكل عام بما في ذلك منطقة حوض النيل، وهذا ما اعتبرناه قصور في السياسة المصرية، ما أدى إلى تداعيات خطيرة على الأمن المصري حتى اللحظة، والمقصود مشاكل سد النهضة.
كما أوضحت أستاذة العلاقات الدولية بجامعة القاهرة أن مصر لها دور تاريخي في حركات التحرر الوطني في أفريقيا لا يتناسب أبداً ومستوى التأثير المصري الحالي في أفريقيا، وأقل بكثير من الدور الذي كان يجب أن يكون عليه.
وفيما يتعلق بالدور الروسي في القارة السمراء، أكدت الشيخ أن روسيا لديها علاقات تاريخية بحركات التحرر الوطني في أفريقيا وأسيا والكثير من دول العالم الثالث، حيث أنه في فترة من الفترات كان الاتحاد السوفيتي هو الذي يقود ويدعم كل هذه الحركات، مضيفة أن روسيا مؤخراً بدأت تخطو خطوات هامة جداً لإحياء علاقاتها مع أفريقيا على أسس جديدة، وبالفعل قد قام الرئيس الروسي السابق مدفيديف بجولة أفريقية مهمة، الأمر الذي يمثل إحياء الروابط القديمة بين روسيا والقارة السمراء.
كما أكدت الشيخ أن مصر وروسيا تنتهجان ذات المنهج، وهو العمل على إقامة علاقات مصلحة متبادلة، فبدون شك مصر يمكن أن تكون بوابة هامة جداً لروسيا، ذلك من خلال الاتفاقيات الثنائية بينها.
وعن أولويات روسيا في القارة السوداء، قالت الشيخ إن اهتمام روسيا في أفريقيا يتركز في مقدمته على كبار الدول المنتجة للنفط مثل نيجيريا وأنغولا والسودان، التي دخلت مؤخراً في خريطة الانتاج النفطي.
ولفتت إلى دور روسيا الكبير فيما يخص الصناعات الثقيلة وتسويقها في القارة، مثل صناعة السيارات والمعدات والأسلحة وغيرها. وهنا يكمن دور مصر في أن تكون نافذة مهمة جداً لروسيا على أفريقيا، حيث أن مصر هي عضو في كثير من الاتفاقيات الأفريقية الاقتصادية، لكن الأهم هنا أن يصل البلدان إلى تصور معين للتعاون الثنائي ولأولوياتهما في القارة الأفريقية.