سبوتنيك: بداية.. في ضوء الزيارة الأخيرة للرئيس عباس للقاهرة، ما الملفات التي تم مناقشتها خلال هذه الزيارة، وما النتائج المرجوة منها؟
مقبول: زيارة الرئيس محمود عباس للقاهرة تأتي استكمالاً للزيارة السابقة، وقد كانت زيارة تاريخية وهامة وضعت الأسس للتحركات القادمة على مستوى القضية الفلسطينية، وعلى مستوى الوضع الداخلي الفلسطيني، كذلك جاءت هذه الزيارة بإلقاء كلمة من قبل الرئيس عباس أمام الجامعة العربية، وتوضيح الموقف الفلسطيني من كل القضايا، سواء المؤتمر الدولي أو العلاقة مع إسرائيل أو فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية.
إضافة إلى إجراء العديد من اللقاءات خلال هذه الزيارة مع مسؤولين عرب ومصريين، جرى من خلالها التباحث حول الخطوات القادمة، وخاصة ملف المبادرة الفرنسية، والتوجه إلى مجلس الأمن، حيث أكد الرئيس عباس أن القرار المتعلق بالاستيطان الذي سيقدم إلى مجلس الأمن، سيكون تحديد موعد تقديمه بيد اللجنة الرباعية العربية.
سبوتنيك: بالحديث عن الملف الداخلي الفلسطيني، هل سنشهد رعاية مصرية لملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام؟
مقبول: مصر هي المكلفة بالأساس بملف المصالحة من الجامعة العربية، ودور مصر أساسي في هذه المسألة، ودون مصر من الصعب إنجاز المصالحة الفلسطينية وما يتعلق بقطاع غزة، ونتمنى أن تعود لأخذ دورها في العمل على إنهاء الانقسام، وحتى الآن ليس هناك معلومات رسمية تفيد بتحرك مصري في هذا الصدد.
سبوتنيك: فيما يخص المبادرة الفرنسية، هل تعتقدون أنها قادرة على خلق حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي؟
مقبول: في ظل الحكومة الإسرائيلية المتعجرفة والمتعصبة لا أمل في أن ترى المبادرة الفرنسية النور، لكن المبادرة الفرنسية وإصرار فرنسا على عقد المؤتمر الدولي يصب في خدمة القضية الفلسطينية، ووضعها في صدارة جدول الأعمال الدولي، وهذا ما يهمنا بالدرجة الأولى، كذلك يضع إسرائيل في الزاوية.
لكن في ظل الحكومة الإسرائيلية المتعجرفة والوضع الأمريكي القائم لا نعتقد أن هناك إمكانية لنجاح مبادرة فرنسية للسلام بالمعنى المتكامل، لكنها ستعمل على تشكيل ضغط دولي كبير على إسرائيل.
سبوتنيك: كيف تقرؤون دخول حزب "إسرائيل بيتنا" للحكومة الإسرائيلية وتعيين ليبرمان وزيراً للدفاع، وما مدى تأثير ذلك على القضية الفلسطينية؟
مقبول: هذه الخطوة ستخلق مزيداً من التوتر ومزيداً من التعنت الإسرائيلي والاستيطان ومزيداً من القتل والتدمير، هذا ما نتوقعه من حكومة في الأصل متطرفة وتزداد تطرفاً بدخول هذه النوعيات الحاقدة إلى الحكومة، ومن غير المستبعد من هذه الحكومة أن تقوم بشن حرب جديدة على قطاع غزة.
سبوتنيك: هل يمكن أن نشهد عودة للمفاوضات الفلسطينية — الإسرائيلية، وعلى أي أساس يمكن أن تعود؟
مقبول: المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية لن تعود طالما أن إسرائيل تصر على تجاهل قرارات الشرعية الدولية، وتصر على تجاهل مبدأ الدولتين والاستيطان والاعتقالات، وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
والجانب الفلسطيني ليس ضد المفاوضات ومع عودة المفاوضات في حال كان هناك أسس واضحة معلنة من إسرائيل، تستند إلى المرجعية الدولية وإلى قرارات الأمم المتحدة التي تنص على مبدأ إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67 وعاصمتها القدس.