لم تعد حوادث تحطم الطائرات بالأمر المستغرب، بل للأسف باتت من الأخبار المعتادة التي تفجع العالم بمأساة جديدة بين حين والآخر. صحيح أنه لا عزاء لذوي الضحايا، لكن كشف الأسباب التي أدت إلى سقوطها يعد من العوامل التي تخفف من وطأة المأساة.
إلا أن بعض حوادث الطيران ما زالت لغزاً حتى يومنا هذا، بعضها اختفى دون أثر، وبعضها تم العثور عليه بعد سنوات طويلة لكن ملابسات التحطم بقيت غامضة.
فما هي حوادث الطيران الأكثر غموضاً في العالم؟
1- الطائرة الماليزية 370.. تعددت النظريات والمصير واحد
انشغل العالم، العام الماضي، بالطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية التي فقدت خلال رحلة بين كوالالمبور وبكين في الثامن من مارس/ آذار. كان على متنها 239 راكباً من ضمنهم طاقم الطائرة المؤلف من 12 شخصاً، وتم وصف اختفائها بأنه واحد من أكثر ألغاز حوادث الطيران تعقيداً. ففقد الاتصال بالطائرة بعد ساعة من إقلاعها. وشاركت 13 دولة في عمليات البحث واستخدمت السفن والطائرات والأقمار الاصطناعية في عمليات البحث، لكن دون جدوى.
نظريات عديدة ظهرت وجميعها كانت غير صحيحة، قيل بداية إنه عمل إرهابي، بينما قال البعض الآخر أنها انفجرت في الجو، حتى إن البعض اتهم قاعدة جوية أميركية قريبة من المنطقة بإسقاطها، وطبعاً كان لا بد من طرح نظرية المخلوقات الفضائية أيضاً.
مؤخراً، تم العثور على جزء من حطام الطائرة على جزيرة "لا ريونيون الفرنسية"، لكن جسم الطائرة ما زال مختفياً، كما أنه لم يتم الكشف عن الأسباب التي أدت إلى سقوطها، وسبب تغيير الطائرة لمسارها وعدم صدور نداءات استغاثة.
2- مثلث برمودا مقبرة الطائرات
في خضم الحرب العالمية الثانية، أرسلت القوات الجوية الأمريكية مقاتلات في مهمة تدريبية فوق مثلث برمودا. وكما هو متوقع، فإن الطائرات هذه وطاقمها المؤلف من 14 شخصاً اختفوا بلا أثر. بعد ساعات قليلة أرسلت القوات طاقماً مؤلفاً من 13 فرداً للبحث عن الطائرات المفقودة، وكان مصيرهم الاختفاء أيضاً.
طائرتان تابعتان للخطوط الجوية البريطانية، كان مصيرهما الاختفاء أيضاً في أربعينيات القرن الماضي، ورغم أن البعض رد السبب إلى نفاد الوقود من إحدى الطائرتين وتعطل الأخرى، إلا أن هذه النظريات لم تقنع أحداً.
3- رحلة مصر للطيران 990.. تقارير مختلفة لم تكشف السر
خلال رحلة روتينية من مطار جون كينيدي في نيويورك إلى القاهرة، سقطت طائرة مصر للطيران في المحيط الأطلسي في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، عام 1999، وتوفي جميع الركاب وطاقم الطائرة البالغ عددهم 217 شخصاً. طلبت مصر من أمريكا اجراء التحقيق نيابة عنها؛ كون الطائرة وقعت في المياه الدولية، لكن تراجعت عن قرارها لاحقاً بعد أن خلصت التحقيقات الأمريكية إلى أن مساعد الطيار أسقط الطائرة عمداً؛ لأنه عوقب على خلفية حادث تحرش جنسي. مصر من جهتها قالت إن الأعطال الفنية هي السبب. وبين هذه النظرية وتلك يبقى سبب سقوطها الفعلي من الأسرار التي لم تكشف حتى يومنا هذا.
4- إميليا إيرهارت.. الاختفاء الأكثر غموضاً
كانت ستكون رحلة حول العالم لامرأة أثبتت وجودها في عالم الطيران، في زمن كان يصعب على النساء القيام بذلك. أقلعت برفقة الكابتن فريد نونان واختفت بلا أثر عام 1937 فوق المحيط الهادئ. كل ما كان بحوزة المحققين هو مجموعة من الاتصالات غير المفهومة. استمرت عمليات البحث لأكثر من عامين قبل أن يعلن عن وفاتها بعد الفشل في العثور عليها. البعض قال إن إيرهارت انتحرت، والبعض الآخر يؤكد أنها عاشت في مكان ما تحت هوية مختلفة. ورغم ذلك ما زال البعض يحاول حل لغز اختفاء المرأة الأشهر في عالم الطيران.
5- العثور على حطام ستار داست.. صدفة
بعد خمسين عاماً من اختفائها، عثر عدد من متسلقي جبال الإنديز الأرجنتينية عن طريق الصدفة على حطام الطائرة البريطانية التابعة لشركة ستار داست. الطائرة هذه تحطمت بعد اصطدامها بجبال الإنديز خلال رحلتها من بيونس أيرس إلى سانتياغو في أغسطس/ آب عام 1947. نظريات عديدة طرحت حينها، فقيل إن الحادث نجم عن عمل تخريبي، ثم سرعان ما بدأت النظريات الجنونية تظهر بعد التباس بشأن إشارات الإرسال إلى مطار سانتياغو، فتم توجيه أصابع الاتهام إلى المخلوقات الفضائية. الخبراء خلصوا إلى أن الأمر اختلط على قبطان الطائرة؛ بسبب سوء الأحوال الجوية، ما جعله يظن أنه وصل إلى وجهته، وبالتالي حاول الهبوط!
6- دي بي كوبر خاطف الطائرات الأبرع
صحيح أن طائرة بوينغ 727 التابعة لخطوط نورث ويست أورينت لم تتحطم، إلا أن اللغز المحيط بها لا يمكن التغاضي عنه. في الرابع والعشرين من أيلول/ نوفمبر، قام رجل ادعى بأن اسمه دان كوبر باختطاف الطائرة خلال رحلتها من مدينة بورتلاند إلى أوريغون. طالب بفدية قيمتها 200 ألف دولار، وحصل عليها، ثم قام بالقفز بالمظلة من الطائرة؛ ليختفي دون أثر. لم تتمكن التحقيقات من إيجاد دليل قاطع يحسم هوية كوبر الحقيقة، كما لم تتمكن من العثور عليه أو حتى العثور على أي دليل يقودهم إلى الأموال التي حصل عليها. تعتبر القضية الوحيدة في عالم اختطاف الطائرات التي لم تحل حتى يومنا هذا.