يمكن استخلاص هذا الاستنتاج من السؤال الذي وجهه مراسل وكالة الأنباء البولندية PAP لوزير خارجية بلاده فيتولد فاشيكوفسكي، وطلب فيه معرفة كيف يعلق الوزير على كلمات
فرد وزير خارجية بولندا بالقول:" الرئيس بوتين يجب أن يعرف وهو يعرف جيدا أن عناصر الدرع الصاروخي في بولندا لا تهدد أمن روسيا وهي تحمي أوروبا من هجمات صاروخية من الشرق الأوسط".
ولكن على ما يبدو أن الوزير فاشيكوفسكي يجب أيضا أن يعرف: أن الاتفاقية بين إيران والسداسية (روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) تلزم طهران بعدم إنتاج السلاح النووي. وبدون الرؤوس النووية، تبقى الصواريخ التي تختبرها إيران بين الحين والآخر عديمة الخطورة بالنسبة لأوروبا.
ويعلم فيتولد فاشيكوفسكي بشكل جيد، أن الولايات المتحدة تقع بعيدا وعند نشرها لعناصر درعها الصاروخي في دول أخرى تعرض هذه الدول بالذات للخطر المحيق.
ولقد حذر الرئيس بوتين مباشرة بعد "الاحتفال" بتشغيل قاعدة الصواريخ الاعتراضية الأمريكية في رومانيا، من أن التصريحات بخصوص عدم تهديد منظومة الدرع الصاروخ لأمن روسيا، كاذبة ولذلك "ستضطر روسيا لإبداء رد الفعل عليها".
في أي حالات قد تقوم موسكو بقصف مواقع الدرع في بولندا وما سيحل بالبولنديين حينذاك؟
يقول فكتور مورخاوفسكي رئيس تحرير مجلة "ترسانة الوطن" في مجال تعليقه على الموضوع، إن روسيا ستقوم حتما، بأسلحتها الضاربة، باستهداف مواقع الدرع الصاروخي في بولندا عند ظهور منشآت Aegis Ashore فيها.
وكل ذلك قد يحدث في حال قيام نزاع نووي بين روسيا والولايات المتحدة، وفي حال استخدمت الأخيرة أي من أسلحة الدمار الشامل ضد أرض روسيا أو استخدمت أسلحة تقليدية شديدة الدقة بشكل يمكن أن يهدد وجود الدولة الروسية.
ونوه الخبير بأن روسيا ستضرب المنشآت الأمريكية في بولندا ورومانيا بالسلاح النووي، في حال حدثت مواجهة نووية مع الولايات المتحدة، وأما في حال المواجهة بالسلاح التقليدي فسيتم ضرب المنشآت المذكورة بأسلحة تقليدية عالية الدقة.