بداية ضيفي الكريم هل نجحت إسرائيل فى جعل الفصائل الفلسطينية ترفض المبادرة الفرنسية بعد قبولها فى البداية وهل هى مبادرة محكوم عليها بالفشل من الأساس؟
أولا عدد المبادرات التى قدمت من بداية المفاوضات فى مدريد هى عشرات المبادرات وكل مبادرة يأخذ الإسرائيليون جزءا منها يطبقوه على أرض الواقع ويتنصلون من الباقى. ومبادرة فرنسا ليس فيها شئ جوهرى إلا جزئين. النقطة الأولى هى استئناف المفاوضات والنقطة الثانية هى حل الدولتين وعلى ارض الواقع حل الدولتين مستحيل لان ستين بالمئة من الضفة الغربية الآن اصبحت مستوطنات ومعظم الشعب الفلسطيني لا يرضي بحل الدولتين ونري أن فلسطين كلها عربية لذلك هذه المبادرة الفرنسية محكوم عليها بالفشل.
البعض يقول منذ متى وفرنسا أو الغرب مهتم بالقضية الفلسطينية أو بأى قضية عربية، هل من الوارد أن تكون مثل هذه المبادرات أو الخطوات الغربية أو حتى العربية هى فى الاصل تمزيق للقضية وتفريغها من مضمونها ؟
تم تفريغ القضية من مضمونها بدلا من أن كانت أرضا محتلة عام 48 مثلها مثل أى دولة احتلت قبل ذلك أصبحت قضية أن شعبين يعيشون على أرض واحدة وكيف يمكن أن نحل هذه القضية وبالتالى تم تفريغ القضية من مضمونها وهو أنها أرض محتلة. وأمريكا لا تستطيع الآن أن تقدم مبادرات حتى لا تدفع الثمن ومن ثم دخلت فرنسا فى الخط لتشعر الشعب الفلسطيني أن هناك من يهتم بقضيتهم.
ماذا يقصد هنية فى رأيك بقوله إن المبادرة الفرنسية تهدم الثوابت الفلسطينية ؟
الثوابت الفلسطينية أربعة ثوابت وهى الإنسان والأرض والعقيدة والمقدسات وتم هدم كل هذه الثوابت فى هذه المبادرة ومن قبل الاحتلال الإسرائيلي أيضا.
المبادرة العربية التى اطلقها الملك عبدالله بن عبد العزيز 2002 هل هى كما قال وزير الخارجية السعودى عادل الجبير أفضل خيار لتسوية القضية الفلسطينية نافيا اى تعديل عليها ؟
الجانب الاسرائيلي عدل عليها بالفعل وأخذ ستين بالمئة من أراضي الضفة الغربية على ارض الواقع لتصبح مستوطنات وبالتالي المبادرة السعودية مرفوضة من الفصائل الفلسطينية لأنها تتحدث عن حل الدولتين في حدود سبعة وستين مقابل التطبيع وما تم هو التطبيع العربي مع قوات الاحتلال والمزيد من الاستيطان.
المبادرة المصرية لماذا هناك اتفاق من جميع الاطراف حولها حتى الآن في ظل رفض الفصائل الفلسطينية للمبادرة الفرنسية والرفض الإسرائيلي للمبادرتين الفرنسية والعربية ؟
المبادرة المصرية لها شقان شق يحاول ترميم العلاقة الفلسطينية الداخلية وشق آخر الذى هو تطبيق ما تم عليه في الجانب الفلسطيني في الرابع من مايو أيار 2011 ونحن مع توحد حركة فتح على برنامج مقاومة واحد.
على أي الطرق تسير القضية الفلسطينية الآن ؟
على طريقين اثنين واضحين: الأول وهو ما بدأته الدول العربية واستمرت فيه منظمة التحرير وهو مسلسل تنازلات لا حصر لها والثاني طريق المقاومة وخصوصا بعد فشل المفاوضات وهو طريق مارسته كل الشعوب الأصيلة ضد الاحتلال ونجحت فيه ولم يبق إلا الشعب الفلسطيني ولم يبق أمامه إلا هذا السبيل لأنه كما تعرف المفاوضات العبثية وصلت إلى نهايتها.
أجرى الحوار: يوسف عابدين