قد يسحرك المنظر من حولك في الأسواق والشوارع، لكنك ستتساءل سريعاً عن المتسوقين والمستهلكين، فالشوارع تبدو خالية، رغم اقتراب شهر رمضان، فلم يعد يفصلنا عنه سوى أيام معدودة، وهذا الغياب يفسر علامات البؤس والاحباط على وجه التجار وأصحاب المحلات والبسطات.
وتعاني أسواق قطاع غزة من ركود كبير خاصةً مع إمعان الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تجاوز العشر سنوات، وارتفاع معدلات البطالة والفقر بشكل كبير.
أبو محمد غراب أحد تجار سوق الزاوية في غزة يقول لـ"سبوتنيك"، "كل عام نقول أننا سنعوض خسائر العام الماضي، لكن للأسف، تزداد الخسائر ويزداد الوضع سوءً، فنسبة الاقبال على الشراء ضعيفة جداً".
وأوضح غراب أن الناس في غزة تكتفي بشراء الحاجيات الأساسية نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة، مما تسبب في الكثير من الخسائر للتجار خاصة الذين يعملون في زينة رمضان والكماليات الأخرى التي اعتادت الناس على شرائها في ظروف وأحوال أفضل.
وأشار إلى أن "التاجر والعامل في قطاع غزة يعاني في إدخال البضائع ويتكبد الضرائب وبعد كلِ ذلك يقاسي الأمرين من أجل البيع"، مضيفاً "في السنوات الأخيرة تخلى الكثير من أصحاب المحلات عن محلاتهم في واتجهوا لأعمال أخرى نظراً للخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها".
يذكر أن إسرائيل شنت حربها الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014 في شهر رمضان، حيث استمرت الحرب مدة 55 يوماً راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين، مع تدميرٍ كبيرة للبنية التحتية في القطاع.
من جهتها قالت السيدة حنان المصري، إن "غزة ستستقبل شهر رمضان وهي في أسوأ حالاتها الاقتصادية والنفسية والمعيشية، فالناس هنا أصبح الهمّ والألم رفيقهم الدائم فلم يعودوا يفرقوا بين الأيام والشهور والسنوات فكلها متشابهة".
وأضافت المصري لـ"سبوتنيك" "ربما الجوانب الإيمانية التي يحملها شهر رمضان ستخفف قليلاً من وطأة المصائب التي تنهال عن القطاع خاصة حالات الانتحار والاعتداءات المستمرة التي تأتي نتيجة الضغط الهائل الذي يتعرض له المواطنون".
ودعت بدورها الفصائل الفلسطينية والسلطة الوطنية إلى ضرورة العمل على تعجيل ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، من أجل عودة اللحمة والتكاتف للشعب وتجاوز المصاعب والأزمات التي يتعرض لها.
ويعاني قطاع غزة من حالة الفرقة والانقسام بين حركتي "فتح" و "حماس" منذ عام 2007، ولم تنجح العديد من اللقاءات على مدار الأعوام الماضية من تحقيق المصالحة بين الطرفين.
من جهته رأى طارق عنان أن "كافة الأزمات التي مرت بها غزة أوجعتها لكن لم تقتلها، ودائماً ما كان شهر رمضان شهر خير، لذا على الناس أن تتفاءل رغم كل ما تعانيه، لأن الحياة بدون أمل لا تكون حياة".
وأكد عنان لـ"سبوتنيك"، أن "الانقسام الفلسطيني هو السبب الرئيس في تعاسة الشعب الفلسطيني"، لافتاً إلى أن شهر رمضان فرصة للتقارب والتآخي والعودة إلى الأجواء الوطنية وإنهاء الانقسام، من أجل التخفيف من مآسي سكان قطاع غزة.