أصبحت موسكو قِبلة دول المنطقة الباحثة عن الأمن والاستقرار في ظل انتشار الإرهاب والتطرف، حيث يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أجرى مباحثات مهمة مع القيادة الروسية في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، يقوم اليوم بزيارة هي الثانية في أقل من شهرين إلى موسكو، بعد تلك التي قام بها في أبريل/نيسان 2016.
كذلك هناك حرص من قادة دول الخليج ومصر والأردن، والمغرب، والجزائر، وتونس، وفلسطين، للتشاور مع موسكو في مواجهة الخطر الذي يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط والعالم، وسبل تعزيز التعاون المشترك.
وتتابع زيارات القادة العرب والمسؤولين الإسرائيليين إلى روسيا، والحوار الذي تجريه موسكو مع الدول الغربية حول منطقة الشرق الأوسط، يعكس درجة الوعي والإدراك بأن روسيا جزء من حل مشاكل المنطقة والعالم، والتأكيد على انتهاء عصر الهيمنة والسيطرة، هذا إلى جانب أن القادة الإسرائيليين والعرب، يدركون ما يمكن ان تقوم به روسيا من دور في ضوء الالتزام بمسؤولياتها تجاه القضايا الدولية كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي المعني بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
نتنياهو يدرك أهمية الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً في الأزمة السورية، وما يمكن ان تقوم به روسيا في عملية السلام مع الفلسطينيين، وفي ضوء التغيرات الاستراتيجية التي تطرأ على النظام العالمي، والتحالفات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، فهو يحرص على التقارب مع روسيا.
تتسم السياسة الروسية في المنطقة بالمسؤولية، التي ظهرت في الاستجابة لطلب الحكومة السورية بالتدخل العسكري للمساعدة في مواجهة الجماعات الإرهابية، وتعتبر ملفات تلك الأزمة إلى جانب خطر الإرهاب والتطرف، وجهود استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، قضايا ذات أولوية في مباحثات قيادات المنطقة في روسيا، وذلك في إطار الاحترام المتبادل وتعزيز التعاون والحفاظ على المصالح المشتركة.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)