ووفقا للحكومة الليبية، استخدم موظفو بنك "غولدمان ساكس" الرشاوى والهدايا الباهظة والعاهرات لإغلاق العقود التي رجعت بكارثة على البلاد الأفريقية. المحاكمة التي تبدأ هذا الأسبوع في لندن، احتلت العناوين الرئيسية للصحف، وتناوب العديد من كبار المسؤولين في البنك من وإلى وظائف حكومية ذات نفوذ كبيرة، بما في ذلك شريك الإدارة تيموثي غيثنر، الذي عُين وزيراً للمالية في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما.
روس بيكر، رئيس تحرير أخبار " WhoWhatWhy"، قام تغطية أحداث ليبيا خلال قصف حلف "الناتو" عام 2011. وفي حديثه لإذاعة وكالة "سبوتنيك"، شرح لنا أن هناك الكثير من الأدلة التي تثبت "تورط الأموال" في كل شيء منذ البداية.
وقال بيكر:
القذافي كان أحد القادة القليلين في العالم العربي الذي كان مستقلاً حقاً…لم يشجع فقط كافة الدول العربية على العمل معاً لإنشاء قوة سياسة على الساحة الدولية، ولكنه أيضاً شجّع الدول الأفريقية لكي تقوم بالسيطرة الكاملة على كافة ثرواتها الطبيعية. كل هذا أقلق أصحاب البنوك والشركات النفطية، لأن هذا الرجل كان بمثابة كاسترو آخر — كان يعمل على طريقته الخاصة ويحث الآخرين على القيام بذلك. هذا كان مخيفاً لهم جميعاً".
الحكومة الليبية اُجبرت على "تحمل المسؤولية" لإسقاطها الطائرة الأمريكية " Pan Am flight 103" التي كانت تحلق فوق قرية "لوكربي" في إسكتلندا في 21 ديسمبر/ كانون الأول عام 1988، مما أسفر عن مقتل أكثر من 250 راكب إلى جانب مقتل من كان في موقع الحادثة — وسميت بذلك قضية لوكربي. وبذلك "قبلت" ليبيا دفع التعويضات الهائلة.
آملة أنها ستسترد الأموال المفقودة من العقوبات المفروضة عليها، رحّبت ليبيا بصفقات مع عمالقة المالية مثل "غولدمان ساكس".
ولكن في عام 2007، أقنعت "غولدمان ساكس" أشخاص في هيئة الاستثمار الليبية، يفتقرون إلى خبرة ووظفوا عن طريق المحسوبية، للقيام باستثمارات عالية للغاية.
"لقد فقدوا 98% من هذه الأموال. "غولدمان ساكس" وضعتها في مشاريع خطرة جداً بشكل لا يُصدّق. وهذا الأمر مربك جداً، لأنه يبدو أنهم فقدوا أموالهم حتى قبل أن تنتهي الأزمة الاقتصادية بالفعل".
ومع ذلك، حقق "غولدمان ساكس" 200 مليون دولار أرباح من هذه "الصفقة". ووفقاً لبيكر، المصرفيون عرفوا أنهم مستفيدون من أشخاص غير مؤهلين. والمثير للصدمة، أنه عندما بدأت البنوك الكبرى تفقد نفوذها في عام 2008، اتجه "غولدمان ساكس" إلى ليبيا ليسأل عما إذا كانت الحكومة تريد شراء المؤسسة المفلسة تقريباً.
وأكد بيكر:
"بصمات البيت الأبيض في كل مكان، وذلك نظراً للتحالف الواضح بين الحكومة و"غولدمان ساكس"، الذي رأى النور مرة أخرى من خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016 في الولايات المتحدة".
وفي النهاية، مشيراً إلى خطاب كلينتون "المكلف" لبنك "غولدمان ساكس"، استخلص بيكر أن "هذا النوع من الأمور هو تقريباً جريمة".