سورية — سبوتنيك
في الطريق إلى الرقة، المعقل الرئيس لتنظيم "داعش" مساحات واسعة من الأراضي المحترقة بفعل المعارك الأخيرة التي شنها الجيش السوري باتجاه مطار الطبقة العسكري تقدم خلالها عشرات الكيلومترات في ذلك الاتجاه، إلا أنه ما لبث أن تراجع وأعاد انتشاره في محيط الحدود الإدارية لمحافظتي حماة والرقة استعدادا لمعركته القادمة.
وعند الخط الفاصل بين قواته ومسلحي "داعش" تحدث قائد "عملية الرقة" لمراسل "سبوتنيك" عن تفاصيل المعركة الأخيرة وأسباب توقف الجيش عن متابعة التقدم، حيث قال إن "الجيش قطع مسافة 88 كم باتجاه مطار الطبقة العسكري وكانت المرحلة الأولى بعد مسير 70 كم حيث سيطر الجيش على حقل الرصافة النفطي (الصفيح)…"
وأضاف "في هذا المكان هناك تقاطع طرق لثلاثة اتجاهات…الأول يتابع إلى المنصورة ومن ثم الرقة، والاتجاه الثاني باتجاه اليمين إلى السخنة جنوبا، أما الاتجاه الثالث والذي كان هدف الجيش، فيتجه نحو مطار الطبقة.
وقال القائد إن "الجيش تابع تقدمه ووصل إلى منشأة الثورة النفطية وسيطر أيضا على حقل صفيان للغاز.."
وذكر قائد عملية الرقة أن "مسلحي "داعش" أبدوا مقاومة شديدة حيث استخدموا المفخخات على نطاق واسع، إلا أنه قال، إن الجيش دمر 99 % منها واستولى على عدد منها وتم تفكيك أغلب هذه المفخخات…"
وأضاف:"شعر المسلحون أن سقوط مطار الطبقة بات قريبا…لذلك وجهوا المفخخات الانتحارية المؤلفة من الدبابات وعربات "ب م ب" والسيارات، وبالتالي كان صراعنا مع انتحاريين وكتلة من المتفجرات…
وقال" استقدموا قوات من دير الزور أتت من اتجاه الرقة المنصورة، وكتيبتين من حلب باتجاه دبسي عفنان وانباج، ومجموعة أتت من اتجاه الطبقة…وفي هذه الحالة أصبح الجيش في موقع المدافع من ثلاثة اتجاهات وحاولوا تطويق بعض الوحدات..
وأضاف: "لمنع وقوع خسائر في صفوف الجيش ومن أجل ضرب أكبر عدد من المسلحين قرر الجيش الدفاع عن خط سيرياتل وعدد من القرى على الطريق، منها أبو العلاج…وقتل المسلحين ومنعهم من الاقتراب.
ولم يعط القائد عددا محددا للمسلحين المهاجمين إلا أنه قال إنهم هجموا بأعداد كبيرة.
وأقر القائد بخسارة الجيش لعدد من جنوده لكنه قال، إن هذه الحملة هي الأكبر من حيث عدد القتلى في صفوف مسلحي "داعش" وكانت جثثهم منتشرة على الطرقات.
وأشار إلى أن الجيش، في يوم واحد، طوق مجموعة مسلحة في أحد الأمكنة التي أبدت مقاومة عنيفة، إلا أننا قتلنا 32 مسلحا منهم، وفي محطة الرصافة قتلنا 6 مسلحين من جنسية أسيوية، وتمكنا أيضا من إلقاء القبض على 4 مسلحين من جنسيات أجنبية…في اليومين الأخيرين قصف المسلحون الجيش بقذائف تحتوي على غاز الخردل أدت إلى حدوث 9 حالات اختناق في صفوف الجنود في البداية وتم معالجتهم وعادوا إلى المعركة…كما رموا صاروخا على إحدى نقاط الجيش يحتوي أيضا على غاز الخردل تسبب باختناق 20 جنديا وتمت معالجتهم أيضا وعادوا إلى القتال.
وذكر القائد أن أول مفخخة كانت "ب م ب" في منطقة مخفية حيث قامت الدبابات التابعة للجيش بمباغتتها والهجوم عليها عند ذلك ترك سائق المفخخة الآلية وهرب.
وقال إن الانتحاريين كانوا يأتون بمفخخاتهم بسرعة هائلة باتجاه الجيش…وكانت هناك تعليمات للدبابات والمدفعية ومضادات الدروع بالرمي على أي جسم متحرك من جهة المسلحين وبالتالي كانت الألية تنفجر عن بعد.
قائد عملية الرقة بدا واثقا من النصر على "داعش"، حيث قال إن استعادة الرقة وكل شبر من الأراضي السورية ليست مستحيلة وسيحمي هذه الأرض الأهالي الذين سيعودون إليها بعد استعادة الجيش السيطرة عليها.