وأوضح القواسمي لـ"سبوتنيك" أن اللجنة الرباعية انحازت تماما، بفعل السيطرة الإسرائيلية الأمريكية، إلى إسرائيل وأفرغت مضمون عمل الرباعية من محتواه ولم تعد تصلح لأن تستمر في عملها بهذه الطريقة المنحازة، بل أعطت الغطاء لإسرائيل لاستكمال مشروعها الاستيطاني.
وإلى نص الحوار:
— برأيك هل التهديد بمقاطعة اللجنة الرباعية عقب صدور تقريرها سيؤتي بجديد؟
بلا شك إن تقرير اللجنة الرباعية الذي صدر من دول لها مواقف واضحة منفصلة عن الاستيطان والقانون الدولي والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهذا التناقض ما بين المواقف التي تصدر عن هذه الدول وبين الموقف الذي خرج عن تلك الدول مجتمعة في تقرير اللجنة الرباعية، ونحن ندرك تماما أن إسرائيل ضغطت على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل محاولة إفراغه من محتواه وانحيازه إلى إسرائيل. لهذا اعتقد ان هذا التقرير يصلح ان يكون اساسا للمضي قدما في التعامل مع الرباعية بهذه الطريقة. ولذا اللجنة المركزية لحركة فتح أوصت اللجنة التنفيذية بالعديد من التوصيات سيتم اتخاذ القرار فيما يتعلق بطبيعة التعامل مع اللجنة الرباعية في المستقبل، ولكن بالتأكيد إن أي خطوة في التعامل مع الرباعية ستكون مدروسة ولكن نستطيع أن نؤكد أن اللجنة الرباعية فشلت فشلا ذريعا في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وانحازت تماما بفعل السيطرة الإسرائيلية الأمريكية إلى إسرائيل وأفرغت مضمون عمل الرباعية من محتواه ولم تعد تصلح لأن تستمر في عملها بهذه الطريقة المنحازة بل أعطت الغطاء لإسرائيل لاستكمال مشروعها الاستيطاني.
— يفترض أن يعرض التقرير الصادر عن الاتحاد الاوروبي وروسيا والولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة على مجلس الأمن، ويحمل في طياته انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، والمطالبة بوقف الاستيطان، ما هي توقعاتكم لرد مجلس الأمن على هذا التقرير؟
أولا الرئيس ابو مازن كان واضحا في مطالبته مجلس الأمن بعدم اعتماد هذا التقرير لما فيه من مغالطات وتناقضات ومخالفة للقانون الدولي، عندما لم يدع إسرائيل صراحة إلى الانسحاب الكامل من حدود الرابع من حزيران 1967. وقد خالف التقرير ايضا القانون الدولي عندما طالب الفلسطينيين بعدم التحريض وعدم القيام بأعمال عنف بينما نحن نناضل ونقاوم الاحتلال الإسرائيلي
ثانيا: تناسى هذا التقرير ما تقوم به إسرائيل من جرائم وإعدامات ميدانية واستيطان وايضا عمليات التهويد في المسجد الأقصى
لذلك نعتقد أن المطلوب من مجلس الأمن ألاّ يتبنى مثل هذا التقرير المخالف للقانون الدولي، وعليه ان يعيده مرة أخرى للمراجعة من قبل الرباعية وان يكون تقريرا منصفا يسهم في إحلال السلام وليس في إحلال العنف.
— كان من المفترض أن تسهم استنتاجات التقرير وتوصياته كأساس لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية المجمد منذ نيسان/ أبريل 2014، ومع ذلك جاء مخيبا للآمال. هل مازال لديكم أمل في إحياء عملية السلام من جديد والوصول إلى حلول مرضية؟
نحن لا ننظر لهذا التقرير في احياء عملية تفاوضية تسهم في إحلال السلام، بل ننظر في المبادرة الفرنسية تبناها الاتحاد الاوروبي وتدعمها روسيا والصين، نرى فيها الفرصة الحقيقية لإعادة المسار الى وضعه الطبيعي وإحياء عملية سياسية مستندة الى حل الدولتين والى قيام دولة فلسطينية، لذلك نحن نطالب المجتمع الدولي واللجنة الرباعية ومجلس الأمن بدعم المبادرة الفرنسية التي تستند الى القانون الدولي وفي النهاية المطلوب من مجلس الأمن إنجاح المبادرة الفرنسية وعدم تبني تقرير اللجنة الرباعية.
أجرى الحوار: دارين مصطفى