وقضى عدد من المواطنين بتفشي أمراض وبائية كالتهاب الكبد وبعض الأمراض الأخرى كالحمى المالطية والتيفوئيد.
وقال الطبيب محمد لـ "سبوتنيك"، وهو أحد الأطباء المتواجدين في بلدة "كفريا"، إن أكثر من 40 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي شملت مختلف الفئات العمرية وبعضها أدى للموت، ويعتبر شح المياه من أهم الأسباب التي تساعد على تفشي هكذا أمراض إضافة لضعف المناعة العائد لنقص الأغذية.
وأضاف محمد أن المعاناة التي تصيب السكان في البلدتين كبيرة وتزداد سوءا، نتيجة عوامل تبدأ بعدم توفر المواد الغذائية والخضروات والفواكه التي يحتاجها جسم الإنسان وهي مصدر رئيسي للفيتامينات والمعادن النادرة والبروتينات والتي يتسبب عدم توفرها بحالات مرضية منها
(الكساح، والعشاوة الليلية، الإسقاطات عند الحوامل)، إضافة لفقر الدم والتعب الدائم وهي تصيب الكثير من السكان.
فيما تحدثت "زينب" وهي ممرضة في مشفى البلدة عن قرب حدوث كارثة إنسانية خطيرة، حيث يهدد الموت الكثير من المرضى الذين تسوء حالتهم يوماً بعد يوم، وقد أدى نقص الأدوية لثلاثة وفيات خلال اليومين الفائتين.
بينما قال مصدر محلي في بلدة "الفوعة"، إن البلدتين لم تتلقيا أي مساعدات إنسانية منذ أكثر من شهر، ولم تسهم أي من المنظمات المعنية في إدخال المواد الطبية الضرورية، وقد غاب الطيران الذي يحمل المساعدات عن البلدة في ظل ظروف استثنائية لم يعشها السكان منذ بدء الحصار الجائر.
وتجدر الإشارة إلى أن البلدتين تعانيان من شح كبير بمعظم المواد الغذائية والدوائية وكافة سبل الحياة وعلى رأسها الماء، بعد قيام الجماعات المسلحة بتدمير محطة المياه الوحيدة وإخراجها عن العمل، حيث لا يمكن استخراج المياه من عمق الأرض لعدم توفر المحرقات المشغلة للمحركات، في ظل تساقط يومي لعشرات القذائف الصاروخية المتفجرة التي تودي بحياة المدنيين.