وبالحديث عن أزمة الكهرباء، قال مدير دائرة العلاقات العامة بشركة توزيع الكهرباء بغزة طارق لبد، إن السبب الرئيسي في الأزمة هو أن الطاقة الواصلة إلى قطاع غزة قليلة جداً، مقارنة بالحد الأدنى المطلوب توفيره، إضافة إلى توقف مولدات الطاقة في شركة الكهرباء بسبب نقص الوقود.
وأوضح المدير في حديث لـ"سبوتنيك"، أن "قطاع غزة يشهد فترتي ذروة في استهلاك الكهرباء وهما ذروة الصيف وذروة الشتاء، اللتان تعملان على زيادة الضغط بشكل كبير بسبب زيادة الأحمال والاستهلاك من قبل المواطنين، في ظل عدم وجود قدرة لدى شركة الكهرباء لزيادة الطاقة".
وأشار إلى أن حجم الطاقة الواصلة إلى قطاع غزة من الخطوط الإسرائيلية والمصرية في أحسن أحواله لا تكون أكثر من 185 ميجا وات في فصل الصيف، و 200 ميجا وات في فصل الشتاء، مع العلم أن قطاع غزة يحتاج بالحد الأدنى إلى 450 ميجا وات.
وأضاف، "في الفترة الحالية تفاقمت أزمة الكهرباء بغزة بسبب توقف أحد مولدات الطاقة في محطة توليد الكهرباء، بسبب نقص الوقود، كذلك أدت الانقطاعات المتكررة لخطوط الكهرباء المصرية إلى اشتداد الأزمة، حيث أصبح مجمل الطاقة الواصل إلى القطاع 135 ميجا وات، مما أدى إلى تخفيض ساعات الوصل إلى 6 ساعات مقابل 12 ساعة قطع".
وعلى مستوى الشارع الغزي تباينت الآراء بين متفائلٍ بقرب حل أزمة الكهرباء، وآخر يرى أن أيّة وعود جديدة ستكون كسابقاتها ولن تحقق للقطاع شيء، خاصة بعد زيارة وفد تركي رسمي في الثالث عشر من شهر يوليو/ تموز الحالي إلى قطاع غزة لدراسة آفاق حلول أزمة الكهرباء وأولوياتها واحتياجات مجال الطاقة.
وقال نائب رئيس سلطة الطاقة في غزة، فتحي الشيخ خليل، إن اللقاء مع المسؤولين الأتراك كان إيجابياً، حيث لمست سلطة الطاقة اهتماماً شديداً من الوفد الزائر.
وأكد الشيخ خليل، أن من "مراحل العلاج الأولية التي تم طرحها تمثلت في تزويد محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، بالوقود اللازم لتشغيلها دون انقطاع، وتوسيعها، وتمديد خط غاز من الجانب الإسرائيلي لتشغيل المحطة، بدلا من السولار الصناعي".
من جانبه قال الشاب مصطفى الأغا، إن "تركيا خيبت ظنون الغزيين بعدما تخلت عن موقفها في رفع الحصار عن قطاع غزة، واقتصر الأمر في النهاية على تقديم المساعدات الإنسانية والمساهمة في حل بعض الأزمات".
وتوقع الأغا في حديث لـ"سبوتنيك"، أن تكون "كل الوعود التي قُدمت للقطاع مجرد حقنة مسكنة من أجل قُبول اتفاقية التطبيع بين تركيا وإسرائيل"، لافتاً إلى أن المواطن في غزة أصبح غير قادر على الاحتمال أكثر في من ذلك، وهو يرى جميع الأطراف تتلاعب فيه.
بدورها قالت السيدة عطاف مهنا، إن الأولوية على كافة الشعوب العربية والمسلمة أن ترفع الحصار عن قطاع غزة، وأن ترحم السكان الذين تحملوا الحروب والويلات من أزمات لا تنتهي.
ونوّهت مهنا، وهي أم لسبعة أبناء في حديث لـ"سبوتنيك" أن "الواقع أصبح مرير جداً فالبطالة تنهش الشباب، والكهرباء والماء والغاز أصبحت أكبر حلم يطمح المواطن إلى تحقيقه في حياته اليومية"، مضيفةً "نأمل أن تكون تركيا على قدر المسؤولية وتستطيع تقديم المساعدات والمساهمة في التخفيف عن قطاع غزة، خاصة أزمة الكهرباء".
ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي خانق امتد لأكثر من عشر سنوات، أدى إلى تدهور الحياة الإنسانية والاقتصادية بشكل كبير، وتفاقم الأزمات وتجددها من حين لآخر.