وأجرت مراسلة "سبوتنيك" حوارا مع مروة المظفر المتواجدة حاليا في مصر لخوض منافسة مرحلة جديدة من برنامج "الملكة"، بعد أن قطعت شوطاً مهماً فيه داخل الوطن العربي بمشاركة 30 امرأة وفتاة، ومن إنتاج اتحاد المنتجين العرب، وحملة المرأة العربية الإعلامية، لدعم المرأة وتمكينها من تنفيذ المشاريع المدرة بالتقدم والتطور لصالح بلدانهن.
وإلى نص الحوار:
سبوتنيك: ما هو المشروع الإنساني الذي مكنك من المشاركة في برنامج الملكة، وكم عدد المشتركات وصل حتى الآن بعد التصفيات، ونساء أي بلد هن الأقوى حتى الآن؟
مروة: مشروع "سرنديب" وهو خاص بتعليم الأيتام عدة مهن مختلفة ومنحهم شهادة خبرة من اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين برئاسة الأستاذ مظفر سلمان لتؤهلهم للعمل بعد خروجهم من دار الأيتام…أما عدد المشتركات 30 مشتركة من معظم بلدان الوطن العربي، ولا اعتقد أن هناك مشتركة مشروعها أقوى من الأخرى، فكل المشاريع إنسانية تخدم شريحة مهمة من المجتمع لا تقل أهمية عن بقية الحالات الإنسانية الأخرى.
؟سبوتنيك: ما هي الحملات الإنسانية التي نفذتها وشاركت بتنفيذها وفي أي مناطق.
مروة: بدأت أولا بمفردي قبل سنوات في محافظة السليمانية التابعة لإقليم كردستان العراق، حيث كنت أعمل في قناة الفيحاء لم يكن لي فريقاً، كنت أذهب بسيارتي الخاصة محملة بالمواد الغذائية والبطانيات للعائلات السورية اللاجئة إلى العراق هربا من شر التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش" في سوريا…كان يساعدني الأهل والأصدقاء والأقارب عن طريق إرسال مبالغ مالية بحسب استطاعتهم لأشتري ما يحتاجه السوريون، حتى انتقلت من جديد إلى مدينتي الحبيبة بغداد، ولثقتي الكبيرة بصديقتي الإعلامية أسماء عبيد أسسنا "فريق متطوعي اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين" برئاستها، يتكون من ثمانية أشخاص تقريبا، لا نتبع أية منظمة، نجمع أموالا من رواتبنا وتبرعات المقربين لنا، واشترينا بهذه الأموال مواد غذائية للنازحين العراقيين الموزعين في بغداد…وقمنا بعدة حملات إغاثة بالإضافة إلى بناء سقف مخازن الغذاء لحمايتها من المطر والفيضانات آنذاك…وحملات أخرى لمساعدة الأيتام والأطفال المصابين بمرض السرطان.
سبوتنيك: ما الحرف والمهن التي تعمليها للأطفال ضمن البرنامج؟مروة: إعداد وتقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية والإخراج الإذاعي والمونتاج التلفزيوني وكتابة الخبر والتقرير والتحقيق الصحفي والمسرح والموسيقى واللغة الانكليزية واللغة العربية والرسم وتصميم الأزياء وفن التجميل وفن الكاريكاتير.
سبوتنيك: هل مشروعك محدد بعدد معين من الأطفال، وهل يشمل ذلك الفتيات أيضا، ويشمل عموم البلاد، أو الأيتام في بغداد فقط ؟
مروة: حاليا يشمل دور الأيتام في بغداد…والذين يسكنون بيوت التجاوز والأيتام في مخيمات النازحين وأيتام شهداء الحشد الشعبي…والتعليم ليس للأطفال فقط بل حتى القاصرين والشباب بعمر (16 إلى 20) سنة سواء من البنات أو الأولاد.
سبوتنيك: فُقد الأب، أثر بك كثيرا، وواضح أنك حصلت على الدعم والحب والتعليم من أبيك الإعلامي الكبير المرحوم "أحمد المظفر"، هل تخطين على خطاه في تعليم الأطفال، فنون الصحافة؟
مروة: أثر علي جداً في البداية لكني حاولت أن لا يؤثر علي سلبا، فالبكاء لن يطمئن أبي بل سيصيبه الحزن على حالي…لذا فكرت برضا أبي عني…ورضاه بأن أستمر في الإعلام وأن أعلم هذه المهنة لكل الناس ليعرفوا مدى أهميتها ورسالتها المهمة الهادفة…بعد مغادرة أبي عالمنا اكتشفت أن أشخاصا كثيرين جاءوا ليخبروني بأن والدي ساعدهم بإكمال الدراسة أو بتعليمهم الإعلام دون علمي وأنا الأقرب إليه…فأبي ووالدتي كانا وما زالا الداعمين لي دائما في العملين الإعلامي والإنساني التطوعي.
سبوتنيك: لا يمكننا أن لا نتحدث عن الإعلام، وأنت واحدة من الإعلاميات البارزات في العراق، هل تسعين إلى مشروع يدعم المرأة الإعلامية إضافة إلى تعليم الأيتام؟
مروة: بمجرد مشاركتي في برنامج الملكة فأنا أدعم المرأة قلبا وقالبا…فهذا البرنامج الذي هو من إنتاج اتحاد المنتجين العرب وفكرة الأمين العام للاتحاد الإعلامي الدكتور مصطفى سلامة، وحملة المرأة العربية الإعلامية برئاسة الدكتورة رحاب زين الدين سفيرة المرأة العربية أول برنامج عربي يسلط الضوء على مكانة المرأة الاجتماعية وثقافتها وقدرتها على مواجهة الصعاب في بلدها.
سبوتنيك: ما هي الخطوات التي من الممكن أن تتخذها الجهات المعنية في العراق، من احتواء الأيتام لاسيما الذين يفترشون الشوارع بلا معيل؟
مروة: نتمنى أن تكون هناك خطوات جادة…نتمنى أن ترعاهم الحكومة في مؤسسات تعنى بالأيتام وأن يكون الموضوع إجباريا بمنع التسول وعمالة الأطفال.
سبوتنيك: هل توصلتِ إلى إحصائيات أو أرقام بعدد الأطفال الأيتام في عموم البلاد، أو في العاصمة؟
مروة: نعم بحسب آخر إحصائية فهي بعموم البلاد خمسة ملايين يتيم تقريباً.
سبوتنيك: هل تسعين مستقبلاً إلى منظمات دولية كالأمم المتحدة واليونيسيف، لإنقاذ الأيتام، وتقديم برامج إعلامية خاصة بالأطفال؟
مروة: نعم، أكيد أسعى لذلك دعما للأيتام، ولهذا السبب أيضا شاركت في برنامج الملكة لتسليط الضوء أكثر على مشروعي لأجد من يتعاون معي ويدعمني.
سبوتنيك: لماذا اخترتِ الأطفال بالذات؟
مروة: الأطفال بذرة متى ما زرعتها في بيئة صالحة ستنبت لتكون نباتا صالحا…وأنا لا أجد أن الشارع بيئة صالحة لتربية الأطفال مطلقاً.
سبوتنيك: هل واجهت صعوبة في التقدم بمراحل المسابقة؟
مروة: لم أواجه أية صعوبة، كل إدارة وأسرة البرنامج كانوا متعاونين جدا وأشبه بخلية نحل يتقاسمون أدوارهم للاهتمام بنا لنظهر مشاريعنا بأفضل ما يكون للجمهور العربي.
سبوتنيك: من كان له الدور الأكبر في دعم تقدمك ِ لنيل لقب الملكة، وهل تشعرين أن قريبة من اللقب؟ أو هناك مرشحات تتوقعين فوزهن؟
مروة: أهلي وأصدقائي، وهناك من أقنعني بعد أن خشيت المشاركة لكي لا يعتقد الناس أني أسعى للشهرة، ويتناسوا كل السنوات التي عملت فيها بمفردي، وبصمة هذا الشخص هو أحد الأصدقاء وهو مخرج سينمائي، أول شخص أخبرته عن البرنامج بعدما تم ترشيحي من قبل الإعلامية أسماء عبيد، لأكون في المسابقة وبعدها صممت والدتي أن أشارك وكذلك أصدقاء أبي الذين دائما معي وساعدتني أسماء، وأهلي وأصدقائي كلهم في الفريق لأكون في هذه المسابقة…أما إن كنت قريبة من اللقب أم لا… فبصراحة لا أعرف إن كنت الأقرب إلى اللقب أم لا…كل المشاريع مهمة وتستحق الفوز، لكن هكذا مسابقات تعتمد على التصويت والناس مع الأسف أغلبهم يصوتون على مسابقات الغناء ولست ضدها بالعكس، فالفن شيء جميل وضروري جدا في الحياة، ولكن أقصد الناس هذه أول تجربة لهم بأن يصوتوا على مشاريع إنسانية، كل مشروع منها سيخدم شريحة من المجتمع، فأتمنى من الجمهور العراقي خاصة أن يصوت لنا ويدعمنا كعراقيات…أما توقعاتي فالآن لا أعلم ربما عندما تعرض حلقات المرحلة الثانية أستطيع أن أخمن من التي ستفوز فذلك يعتمد على جمهورها.
سبوتنيك: لنعد إلى الإعلام، ما هو طموحكِ بعد المحطات الإعلامية الشهيرة التي داعب صوتكِ من خلالها، انتباه المتلقي وأحاسيسه؟
مروة: أطمح أن أحقق حلمي وحلم أبي بالعمل في قناة أو إذاعة عربية.
سبوتنيك: ما هي المؤسسة الإعلامية الأقرب لقلبك من التي عملت فيها؟
مروة: سؤال صعب جدا…لكن أكثر قناة فضائية هي السومرية، فبدايتي بها كظهور على الشاشة، أما أقرب إذاعة لقلبي هي إذاعة سومر…أجمل سنوات عمري قضيتها فيها.
سبوتنيك: ما هو الإعلام بالنسبة لك ؟
مروة: أبي.
سبوتنيك: هل المرأة الصحفية مهمشة وغير فاعلة في العراق أو العكس؟
،مروة: بالعكس المرأة فاعلة جدا ولكنها أحيانا تظلم نفسها بنفسها، فكل امرأة عليها أن تعرف ما الذي يناسبها إن كانت لا تمتلك موهبة في هذا المجال الصعب أو دراية وإدراك لهذه المهنة فليست مضطرة لخوض تجربة العمل فيها فقط من أجل الشهرة والظهور…أرى أن المرأة في الإعلام والفن وكل مجالات العمل أخذت دورها بشكل ممتاز قياسا بما نعيشه، فهي ما زالت تواجه المجتمع ونظرته الضيقة للمرأة التي تعمل في مجالي الإعلام والفن.
سبوتنيك: بِمن تأثرتِ في الإعلام ؟
مروة: تأثرت بحبي للإعلام بأبي، ولكني لم أتأثر به لدرجة تقليده…لي طريقتي الخاصة في التقديم التي تختلف عن أبي، ولكنه مدرستي الأولى التي نهلت منها كل ما فيها من أدب وثقافة وعشق للفن والإعلام.
سبوتنيك: شاركتِ في التظاهرات المدنية؟ وهل مازلت ِ تشاركين، هل تتوقعين بمستقبل مزدهر للعراق…وللأيتام…والمرأة ؟
مروة: نعم شاركت في السنوات الماضية، كنت أشارك بقلمي لأني كنت أسكن السليمانية…وعند عودتي لبغداد شاركت في التظاهرات منذ انطلاقها 31 تموز 2015، على أن لا تؤثر على الحملات الإنسانية التطوعية التي كنا نقوم بها أنا وفريقي للنازحين وأطفال مرضى السرطان والأيتام…الآن أنا تركت التظاهرات لمدة شهر أو أكثر.. كنت أرحب سابقا بالتلاحم مع التيار الصدري على أن يتخلى الصدريون عن ساستهم ويبتعدوا عن العملية السياسية، غير أن هذا لم يحدث وبعد فض الاعتصام الأول…وبرأيي انحراف مسار التظاهرات، قررت الانسحاب أنا والبعض من الأصدقاء حتى أسسنا تجمع " مدنيون" وهو مستقل يدعو إلى ما نادينا به العام الماضي في التظاهرات بدولة مدنية وفصل الدين عن السياسة مع احترام كل الديانات والمعتقدات…وأول نشاط لنا كان التحضير والدعوة لمؤتمر صحفي لأهالي شهداء تفجير الكرادة الذي وقع "في الثالث من الشهر الجاري"، نسقنا له إعلاميا حيث طالبوا بكل قوة وشجاعة وإيمان فتح الكرادة، قائلين "أولادنا استشهدوا وفارقوا الحياة لكن الكرادة لن تفارق الحياة ولن تموت"…ولنا أنشطة أخرى وتظاهرات لكن باستقلالية دون مشاركة أية جهة تابعة للعملية السياسية…المستقبل المزدهر سيتحقق لو توحدنا، لو انطلقت الجماهير ملبية نداء الوطن وصراخه وألمه مما يحدث لإنقاذه، لا نداء طرف سياسي أو ديني فقط لأننا نحبه أو نقلده أو أو أو…إلخ…يؤلمني أن نسبة كبيرة من الشعب العراقي لم تسمع نداءنا ونحن نناديهم للتظاهر في ساحة التحرير وسط العاصمة، على مدى شهور ولم تلبِ نداء الوطن وهو ينزف ويُدمر اقتصاده وتغتصب نساؤه على أيدي أقذر المخلوقات، عناصر وقادة "داعش"، بسبب سياسات خاطئة من ساسة ليسوا بساسة…يؤسفني أن نسبة كبيرة منهم تهتف باسم سين من الناس وتلبي نداء صاد من الناس متناسية العراق…متى ما عادوا هؤلاء لوطنهم سيكون واقع المرأة بخير والطفل بخير وبلادنا بخير.
أجرت الحوار (نازك محمد)