أما الحرب العالمية الثانية، فكانت مختلفة، حيث ـ كما كتب ـ ظهرت الأسلحة الجديدة مثل العربات المدرعة والمدافع المتحركة لطرد العدو. قاذفات ومقاتلات في الجو، ولكن أيضا كانت حربا بين الدول، وكل دولة كانت تسعى لهزيمة العدو.
أما اليوم، فالدول لا تقاتل ضد بعضها البعض. الحرب اليوم هي حرب إيديولوجية ودينية. في هذه الحرب لا يوجد جبهات والمعركة هي الإعداد لهجمات إرهابية ضد السكان المدنيين، ولا يمكن لنا أن نتنبأ بها كما حدث في نيس.
كل هذا يمكن اعتباره حربا عالمية ثالثة دون جبهات وبكل أنواع الأسلحة — قنابل في السيارات، الرجال مع المتفجرات تحت ملابسها، كما رأينا في الآونة الأخيرة، والشاحنات التي سحقت المدنيين بلا رحمة.
الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل، وحان الوقت للانضمام إلى القتال، باستخدام جميع الوسائل الممكنة. وبطبيعة الحال، وهذا يتطلب تعزيز الشرطة وجهاز المخابرات، والتعاون مع الدول المجاورة. للأسف، يجب أن نأخذ بالاعتبار أن الحرب، التي تجري في مناطق سكنية مدنية سلمية، سوف تؤدي إلى عدد كبير من الضحايا، بمن فيهم الأطفال.
إن الإرهابيين لا يهتمون باتفاقية جنيف، التي تقول بأن الجنود يجب أن ترتدي البدلة الرسمية العسكرية لدولة معينة. الإرهابيون، على العكس من ذلك، يخبئون الأسلحة ويرتدون كالمدنيين.