رصدت وكالة "سبوتنيك" حياة أطفال اللاجئين السوريين في لبنان، فمنهم من يذهب إلى المدارس قاصداً العلم، وآخر يذهب للعمل للاستمرار والعيش، وثالث ينتظر الفرج.
ويعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، بعد خمس سنوات من الحرب في سورية، معظمهم يسكن في المناطق القريبة من بيروت وذلك لرخص المعيشة وإيجار المنازل. وبحسب تقديرات منظمة اليونيسيف، فإن عددا كبيرا من الأطفال محرومون من التعليم، إما بسبب أقساط المدارس التي تتجاوز 200$ على الطالب الواحد، عدا عن شراء الكتب واللوازم المدرسية، أي أن القسط الشهري للطالب قد يبلغ ما بين 300$ و450$، أو لأسباب أخرى تكون غالباً رفض دخول الأطفال السوريين إلى تلك المدارس التي يكون القائمون عليها لا يروق لهم قبول السوريين.
أطفال في الشوارع…
من المدرسة إلى الشارع، هذا ما أصبح عليه واقع أطفال سوريين كثر في لبنان، وبوجودهم في الشارع تتلقفهم أعمال يحتاج ذويهم لمردودها، حتى يسدوا ما ينقص من احتياجات كثيرة (ناقصة) أصلاً.
محمد العاصي طفل سوري لم يتجاوز عمره 12 عاما من محافظة درعا، غادر سوريا وتوجه مع عائلته إلى العاصمة بيروت منذ أربع سنوات، يتحدث لوكالة "سبوتنيك": كنت أتمنى أن أكمل تعليمي في بيروت، ولكن لم أقبل بأي مدرسة لعدم توفر الأوراق الثبوتية وأوراق مصدقة من الخارجية فالقوانين صارمة جداً…
يعمل محمد في بيع العلكة على الكورنيش، وبحسب تعبيره هو حزين جداً لأن الناس تنظر إليه نظرة الشفقة رغم أنه أصبح شابا، وهو خلال عمله يوفر حوالي 10 دولارات يومياً يقوم بتقديمها لوالدته من أجل إيجار المنزل البالغ 400 دولار شهرياً..
يكمل محمد: الحياة غالية جداً في بيروت لذلك علي العمل من أجل مساعدة أسرتي…
مسلسل الابتزاز…
يستمر مسلسل ابتزاز الأطفال بالوقت، فإما أن تعمل لساعات أكثر أو أن تتعرض للطرد، والطفل غالباً محسوب على الجملة التي تقول "هاد ولد خليه يشتغل ما بيحكي".
ففي زاوية صغيرة على الكورنيش يجلس عبد الغانم البدوي، طفل سوري من ريف حلب، ويضع أمامه صندوقا صغيرا لتنظيف وتلميع الأحذية مقابل 1000 ليرة لبنانية أي أقل من دولار أمريكي…
أتمنى العودة لسوريا…
يقول عبد الغانم ذو الـ10 سنوات لمراسل "سبوتنيك": أنا أعمل منذ ثلاث سنوات في تنظيف الأحذية، أبدأ الدوام عند الساعة السابعة صباحاً وأبقى حتى الساعة الحادية عشرة، غالباً ما تتم معاملتي على أنني لا استحق الشفقة ويجب أن ألاقي قسوة في المعاملة بالرغم من أدائي لعملي على أكمل وجه.
يتابع عبد، أوفر حوالي 30 ألف ليرة لبنانية أي حوالي 20 دولارا وهو مبلغ بسيط جداً مقابل الغلاء المعيشي في لبنان…كنت أعمل ساعات طويلة بالمقارنة مع ساعات العمل المحددة والتي هي ثمان ساعات وكثيراً ما كنت أسمع إهانات وكلمات بذيئة، ولكن ما لم منعني من ترك عملي والداتي المريضة التي تعاني المرض وبالتالي أعمل، لتأمين الدواء لأمي وإيجار المنزل.
يتمنى عبد لو أنه بقي في بلده سوريا فهو يحب محافظته ومدرسته التي فقدها، ولكن والدته لا ترغب بالعودة لسوريا بعدما قتل والده، فهي كما تقول تريد أن نعيش بعيدا عن حياة الحرب.
"مطلوب لـ"داعش…
حسين يدرس في المنزل كل يوم، الطفل البالغ من العمر 10 سنوات، يقول إنه خرج من سوريا مرغماً لأنه أصبح مطلوباً لتنظيم "داعش"! حين كان في قريته في ريف إدلب تعلّم استخدام السلاح، ونشرت إحدى "الكتائب" صورته متباهيةً به حيث فرضت على جميع الأطفال تعلم استخدام السلاح، وقامت بإرسالهم إلى معسكرات مغلقة في محافظة الرقة، لذلك قررت عائلته الانتقال إلى القرية "خوفاً عليه"، لكنّ الحرب لم تنتهِ بالنسبة إليه: "هلأ عم أتعلم ، بس أكبر رح أرجع عالبلد ودافع عن بلدي.
حسين واحد من الأطفال السوريين الذين أطاحت الحرب طفولتهم، ومن دون التقليل من خطورة كل ما تعرض له الأطفال في ظل الحرب، يمكن القول إن المخاطر الأكبر، هي ما يتعرض.له الأطفال السوريون من استغلال في العمل، بسبب عدم وجود أية جهة دولية تحميهم بكل معنى الكلمة