ورصدت كاميرا مراسل "سبوتنيك" معيشة الأهالي هناك وأحاديثهم في جلساتهم التي لم تخلو بشكل مباشر من الاستهزاء المستمر بعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، من على بعد مئات الأمتار فقط من بيوتهم، والذين يقفون مدافعين عنها بالتعاون مع وحدات الجيش السوري وقواته المرادفة المرابطة على جبهات الريف الشرقي، أحد أهم الجبهات المشتعلة حالياً في وسط البلاد.
وفي حديث خاص لـ"سبوتنيك" مع بعض أهالي الريف الشرقي من السلمية، قال العم أبو علي:
"إننا نتعرض لهجوم عنيف جداً من إرهابيي داعش على قرانا وبالأخص عقارب والمفكر الوقعتين على بعد 19 كيلومترا عن المدينة وبمتاخمة البادية السورية، ويحاول الإرهابيون إخراجنا من القرى بأي طريقة، لم تفلح معهم لا القذائف والصواريخ المتفجرة ولا حتى السيارات الانتحارية من ذلك، حتى لو خسرنا الكثير من أراضينا الزراعية ومحاصيلنا، ولكن لم نكترث بذلك، فرباطنا وقتالنا بجانب قوات الجيش أولى من أي شيء، وقال مازحاً "لو كنا نخاف من الأرانب لما كنا زرعنا الخيار والجزر"، بإشارة إلى أن عناصر التنظيم كالأرانب في أوقات المعارك إن اشتدت الاشتباكات".
أما أبو ورد، فقال:
"نحن في قرية المفكر الغربي لم نخرج أبدا من بيوتنا وباقيين هنا مع أرضنا ومحاصيلنا وعلى الجبهات مع القوات المرابطة هنا، أخرجنا فقط النساء والأطفال لكي لا يتعرضوا لأي خطر محتمل ويكملوا حياتهم الطبيعية عند الأقارب في مدينة السلمية. وقال متهكماً، بسلاح الصيد سوف نقاتل الدواعش ونصطادهم لو لزم الأمر، وحتى آخر نقطة دم نحن موجودين هنا، لن تمنعنا لا المخففات ولا الهاون من الخروج، وخصوصاً بأننا خط تماس أول وحماة للخاصرة الشرقية لمدينتا وقرانا المحيطة".
غير أن أطفال القرية عبروا لمراسل "سبوتنيك" عن استعداداهم التام للبقاء حتى آخر نفس في مزارعهم وقراهم، كانوا دائماً يرفعون إشارات النصر أمام الكاميرا في إشارات واضحة لتحديهم في وجه الإرهابيين.