وكانت أشعة الشمس قد تسللت عندما عبرنا قرية وادي قنديل في شمال اللاذقية على بيوتها البيضاء الصغيرة ذات الأسطح القديمة، التي تزينها الأعمدة الخشبية البنية وأغصان الزهر تزحف على نوافذها التي يتسلل منها رياح البحر المنسابة من بين السلاسل، وصلنا إلى طريق شاطئ وادي قنديل الرملي الذي يتلألأ بأضواء مقاهيه وأضواء قناديل قوارب الصيادين في المساء.
ولطالما كان الشاطئ وجهة ومحطة استراحة كل مواطن روسي يزور سوريا كما تحدث أصحاب المطاعم الشعبية لـ"سبوتنيك"، عن المواطنون الروس الذين كانوا يزورون سوريا لاسيما الفتيات اللواتي كن يرتدن بكثرة إلى شاطئ وادي قنديل للسباحة والاستمتاع بالمناظر الجبلية الرائعة.
وتابع أصحاب المطاعم حديثهم بأن المواطنين الروس كانوا يعشقون البحر وعند كل صباح يقفون بالقرب من مياه الشاطئ ويرمون ببعض النقود المعدنية ومن ثم يتأملون الأمنيات، علماً أنهم كانوا ينصبوا المخيمات ويستمروا بالبقاء مدة شهر و أكثرعلى الشاطئ إضافة إلى إقامة أعياد الميلاد والحفلات، وكانوا يفضلون تناول البطاطا والسمك وشرب العرق البلدي الذي يصنع في تلك المناطق الريفي.
ولم تمنع الأحداث التي يشهدها ريف اللاذقية حالياً الناس من الحياة والخروج لممارسة نشاطاتهم السياحية، من مختلف المناطق ولاسيما سكان المناطق المحيطة به لقضاء العطلة وصيد الأسماك، في ظل عدم الحاجة إلى تكاليف مالية مرتفعة للاصطياف، فمن يزوره لا بد أن يعود إليه، فالعين ترتاح والنفس تفرح.
ويحوي شاطئه المطاعم الشعبية ومحلات التنور المسقوفة من الحصر المنسوجة من القصب النابت على أطراف النهر، وسمي بهذا الاسم كما يروي البعض من سكان القرية إلى القنديل الكبير الذي كان يوضع على التلال المشرفة على القرية كنقطة دالة للصيادين حينما يقتربون من الشاطئ، وكان هذا القنديل كبير جدا ينير مساحة كبيرة من مياه البحر ورمال الشاطئ.