وشهد حي بني زيد عودة عدد من العائلات المهجرة لمعاينة منازلهم فيما تمكن آخرون من الفرار أثناء العمليات سلموا أنفسهم للجيش السوري الذي فتح عدد من المعابر الإنسانية لتأمين خروج أكبر عدد من المدنيين ليتم تسوية أوضاعهم.
وقالت أم هاني ل "سبوتنيك"، وهي إحدى الواصلات إلى نقاط الجيش السوري أن الأوضاع في الحي كانت كارثية وقد أجبر الكثير من السكان على ملازمة منازلهم منذ أكثر من أربعة سنوات كي لا يواجهوا العقوبات الجائرة حيث منع المسلحون النساء من التحرك دون أزواجهن وكان يسكن معظمهن في أقبية تحت الأرض وقد تلقت بعضهن عقوبات شديدة عندما علم المسلحون بأن أولادهن يقاتلون إلى جانب الجيش السوري كما حرموا من المواد الغذائية والمساعدات التي توزعها "السعودية" لقادة الفصائل المسلحة.
فيما تحدثت "هند" وهي أم لثلاثة أولاد أن أبناءها قد خسروا تعليمهم بعدما سيطرت جبهة النصرة على الحي ولم يتمكنوا من إكمال المرحلة الابتدائية, حيث كان المسلحون يجبرون الأطفال على تعلم الأحكام الدينية وقد أحضروا نساء غير قديرات ولا يملكن أي تحصيل علمي مما جعل الأطفال يقاطعونها.
في حين عاد أبو عمر من حي "الجميلية" إلى منزله ليشاهده عبارة عن جدران محروقة سلب المسلحون كافة ممتلكاته عقاباً له بعد تركه الحي والذهاب إلى أماكن تواجد مناصري الدولة السورية, وقال أنه سعيد لعودته إلى منزله رغم ما حدث وهذه التضحية لا يمكن أن تقاس بمن قدم الدماء أو باللذين عانوا من إرهاب المسلحين لسنوات, وأضاف إنه صعق لما رآه في شوارع الحي, حيث الركام والمتاريس الرملية والسيارات المحروقة التي وضعت لسد الطرقات تملأ المكان, كما تحولت المدارس والأبنية الحيوية إلى مستودعات للقذائف المتفجرة ومدافع جهنم.
وبدأت الدولة السورية بالتعاون مع الحكومة الروسية باتخاذ إجراءات إنسانية وإغاثية سريعة بغية تسهيل عودة المدنيين إلى الحي, كما وضعت خطة لتأمين خروج السكان العالقين ضمن مناطق سيطرة الجماعات المسلحة عبر ممرات آمنة وقد وفرت لهم مساكن مؤقته تحوي على مراكز صحية وتعليمية.
ويشار إلى أن حي بني زيد يعتبر من المناطق الإستراتيجية والمرتفعة ضمن مدينة حلب وهو مدخل لريف حلب الشمالي, كما يسهم في تقدم وحدات المشاة نحو السكن الشبابي وجمعية الزهراء ويساعد على إبعاد شبح الموت عن آلاف المدنيين الذين كانوا يقطنون في الأحياء المجاورة ويقتلون جراء سقوط قذائف الموت التي كانت تنطلق من الحي.