تعتبر المعارك الطاحنة الدائرة في محافظة حلب السورية من أكثر المعارك ضراوة على مدار السنوات الخمس من الحرب الدائرة بين الجيش العؤبي السوري وحلفائه من جهة وبين التنظيمات والمجموعات الإرهابية من جهة أخرى ، وتأتي هذه المعارك في مركز الإهتمام المحلي والإقليمي والعالمي على جميع الصعد وخاصة على الصعيدين السياسي والإعلامي ، فالجميع بات يعلم أن بعض القوى الإقليمية والدولية التي وضعت الرهان الكامل والثقل الأكبر على الأذرع المسلحة للمجموعات الإرهابية التي تدعمها في سبيل تحقيق أي مكسب ميداني يعطيها فرصة التفاوض في الحل السياسي كما تريد ، كونها خسرت الرهان في الميدان على هذه المجموعات في المناطق السورية الأخرى التي أيضاً كانت مناطق مواجهات طاحنة بين الجيش السوري وحلفائه وذات المجموعات الإرهابية ، ولكن تغيرت المنطقة الجغرافية وأحياناً أخرى تغير اسم هذه المجموعة أو تلك كنوع من التمويه أو محاولة يائسة لتلميع صورة هذ المجموعة الإرهابية أو تلك تحت مسمى معارضة مسلحة معتدلة كما حدث مع جبهة النصرة التي غيرت اسمها الى فتح الشام ، ولكن بالمقابل لم تغير سلوكها المتطرف وفعلها الإرهابي.
والأمر لايتوقف هنا في الميدان الذي يوازيه معركة أخرى أشد قسوة وضراوة ألا وهي معركة المعلومات ، وحرب الإعلام التي تديرها مؤسسات إعلامية ضخمة تتيع لهذه الدولة أو تلك من الدول المتداخلة في الحرب على سورية ، فيتضح أن هناك حملة تضليل إعلامية واسعة النطاق حول حقيقة مايجري في حلب من أعمال إرهابية وقتل وتدمير وتهجير للمدنيين على يد المجموعات الإرهابية المسلحة ، التي حقق عليها الجيش السوري وحلفائه إنتصارات كبيرة قضت مضجع الإرهابيين ومن يقف ورائهم ، فكان هنا لابد من تسعير حملة إعلامية مضادة توجه الإتهام الى الجيش السوري وحلفائه ، هدفها رفع معنويات الإرهابيين المنهارة أمام تقدم الجيش على جميع جبهات حلب ، وقدرته على شد الحصار على الإرهابيين في عدة مناطق ، وقطعت أوصالهم ووسائل التواصل فيما بينهم ، حيث أنه وبناء على ماجاء على لسان ضيف حلقة اليوم المراسل الحربي شادي حلوة ، أن المجموعات الإرهابية المسلحة بعد خسارتها قامت بهجوم عكسي كبير على مواقع الجيش السوري على المحور الجنوبي والجنوبي الغربي بأمر من القيادي الإرهابي السعودي عبد الله المحيسني ، استخدموا فيه باصات مفخخة وإنتحاريين ، والدبابات والمدافع والصواريخ الموجهة ، لكن الجيش السوري وحلفائه إستطاعوا صد هذا الهجوم واسترجعوا جميع النقاط ماعدا نقطة مدرسة الحكمة ، ولذا لجأوا هؤاء الإرهابيون الى بث الأخبار الكاذبة عبر بعض قنوات الإعلام العربي والغربي ، وعلى رأسهم قناتي العربية والجزيرة ، حيث بثوا نص إذاعي يتحدث عن إنشقاق مفتي سورية السيخ أحمد بدر الدين حسون وتلاعبوا بالصوت ليظهر أنه صوته ، كما ونشروا خبار كاذبة عن إنشقاق ضباط ، وعن مقتل قائد الشرطة في حلب ، وعن هروب المحافظ ، وغيرها من الأخبار المفبركة بطريقة غير إنسانية وغير أخلاقية وبعيدة عن الحقيقة والواقع الذي نتابعه هنا نحن بكل ثانية ونوثقه ونبثه الى الرأي العام من أرض الحدث ، وبعد أن فتح الجيش السوري أربع ممرات إنسانية لخروج الناس المدنيين من مناطق المعارك ، وعندما بدأ عدد من المسلحين برمي أسلحتهم ، قامت هذ المجموعات بفظائع الإعدامات الميدانية أمام عناصر المجموعات المسلحة كي لايرموا سلاحهم ويسلمون أنفسهم عبر الكوريدور الخاص الذي خصصه الجيش للمسلحين ، فقادة المجموعات المسلحة قامت بهذه الإعمال لمنع عناصرهم من الهروب ورمي السلاح ، وقامت حركة نور الدين الزنكي بإستخدام صورايخ وقذائف محملة بالمواد الكيماوية والسامة وحسب مدير صحة حلب وبعد إجراء الإختبارات اللازمة توضح أن المواد المستخدمة فيها مواد سامة تحوي على أثار غاز الخردل وأرسلت التقارير الى الخارجية السورية وعبرها الى الأمم المتحدة ، ولم لم يحدث أي تجاوب أو رد من أحد على هذه التقارير.
وقامت المجموعات المسلحة بالهجوم على منطقة الجميلية ، حيث استشهد على يد الإرهابيين ثمانية مواطنين ، وخلال الأام الأربعة الماضية نتيجة هجوماتهم المتفرقة استشهد أكثر من 100 مواطن مدني ، وجرح أكثر من 150 شخصاً آخرين. وكان طفل قد فقد رجله نتيجة القصف ولم يلقى أحد يسعفه لان والديه إستشهدا ثالث أيام العيد تحت قصف المسلحين ، وكذلك في منطقة الفرقان وغيرها من المناطق المأهولة بالمدنيين والتي تعرضت وتتعرض لقصف دائم من قبل المسلحين.
الوضع الأن في حلب على الشكل التالي المسلحون محاصرون في المناطق الشرقية من المدينة ، ولايستطيعون الخروج منها أو القيام بأي تحرك نحو الريف ، بالعكس تحدث هجومات من الريف على هذه المنطقة من قبل رفاقهم أو بين قوسين اخوتهم الإرهابيين الذين يحاولون فك الحصار المطبق عليهم ، وهناك عدد المسلحين الذين سلموا أسلحتهم وأنفسهم معظمهم من جنسيات غير سورية وتم التعامل معهم.
ويتابع المراسل شادي حلوة قائلاً أن المعركة في حلب هي حرب عالمية حقيقية ، والجيش السوري وحلفائه يأخذون زمام المبادرة ويسيطرون على معظم المناطق التي تم تحريرها من الإرهابيين عدا بعض الجيوب التي يختبىء فيها ماتبقى منهم ، ويتم التعامل معهم وتنظيف هذه الجيوب على قدم وساق.
نتبع تفاصيل الحوار مع المراسل الحربي شادي حلوة من حلب مباشرة ومن أرض الحدث.
إعداد وتقديم: إبراهيم نواف