وفي ما يلي نص الحوار:
سبوتنيك: ما رأيكم في محاولة الانقلاب العسكري في تركيا؟ وكان عبدالله اوجالان قد حذر من احتمال وقوع الانقلاب… يعني صدقت توقعاته؟
صالح مسلم: تعود توقعات عبدالله اوجالان بوقوع الانقلاب العسكري إلى عام 2013. وذلك لأن العسكريين كانوا غير راضين بأسلمة تركيا التي قامت بها حكومة حزب العدالة والتنمية. وصدقت توقعاته. وأتى ما حدث في ليل 15/16 يوليو/تموز نتيجة للسياسة غير الصحيحة. فالانقلابيون هم الذين انشغلوا بالمسألة الكردية. وأراد حزب العدالة والتنمية التخلص منهم معتبرا أنهم لم يتمكنوا من حل المسألة الكردية.
سبوتنيك: ما رأيكم في تطبيع العلاقات بين تركيا وروسيا بعد اعتذار تركيا عن إسقاط الطائرة الروسية؟ ما رأيكم في إقدام أنقرة على تغيير سياستها السورية كما يقولون؟
صالح مسلم: قلنا منذ البداية إن أردوغان وقادة حزب العدالة والتنمية يقدمون تنازلات لكيلا يحصل الأكراد على حقوقهم، فهذا أهم شيء لهم. وينطبق هذا على سوريا وتركيا والأماكن الأخرى التي يعيش الأكراد فيها. لقد تصالحوا مع روسيا وإسرائيل. والآن جاء الدور للمصالحة مع الأسد. إنها نتيجة العداء للأكراد. لقد فقدت تركيا وزنها. وأصبحوا يقدمون تنازلات للجميع وخاصة الأسد. لكن هذا لن يحقق النتيجة المرجوة لأن ما من أحد يثق في تركيا. وفي ما يخص حقيقة وجود الشعب الكردي، نحن بصدد البحث عن الحل الديمقراطي. وحتى إذا تقربت تركيا من الأسد فلن يؤثر هذا على الأكراد. ولا أظن أن هذا سيدفعنا إلى الوراء. وأتشكك في أن تركيا تتمكن من المصالحة مع الأسد. وحتى أذا تمكنت فلن يترك هذا أثره علينا لأننا لا نتكل على دعم أحد وإنما نقف على أقدامها. ولم نعمل ضد تركيا استعانة بالنظام السوري. ولم نعمل ضد النظام استعانة بتركيا. نحن نستعين بقوة شعبنا. ولدينا مشروع الفيدرالية، ونتقدم فيه يوما بعد يوم.
سبوتنيك: متى يتم إعلان دستور الفيدرالية؟
صالح مسلم: موضوع الفيدرالية مطروح على بساط النقاش. ولا تخص هذه المسألة شمال سوريا وإنما تخص سوريا كلها. والنقاشات متواصلة. وتتواصل مناقشة فكرة البرلمان الفيدرالي. وهناك مسألة أخرى تواجهنا هي مسألة الانتخابات.
سبوتنيك: ألا تتفضل بالتعليق على ما يقال من أن إعلان الأكراد للفيدرالية خطوة على طريق إقامة الدولة الجديدة؟
صالح مسلم: هذا غير واقعي. الفيدرالية موضع النقاش مع التكوينات كافة في سوريا. ولو كان هذا مشروعا خاصا بنا لكنا نناقشه فيما بيننا، لكن الفيدرالية تشمل التكوينات كافة. وذلك أن اللامركزية أو الفيدرالية هي طريقة الحفاظ على سوريا الموحدة. ونحن نريد المحافظة على سوريا الموحدة في حين يقف معارضو اللامركزية الإدارية ضد سوريا الموحدة. وهناك سبيل واحد أمام سوريا: اللامركزية أو الفيدرالية. وهذا هو السبيل الوحيد للمحافظة على سوريا الموحدة.
سبوتنيك: ما المطلوب للتسوية السياسية في سوريا في المرحلة الراهنة؟
صالح مسلم: هذه المسألة تؤثر عليها العوامل الداخلية والخارجية. وتأثير الأخيرة، وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، أكبر. ومن الممكن أن تعود محادثات جنيف إلى جدول الأعمال بعد أحداث حلب. وقد يتم هذا في نهاية أغسطس/آب، ولكنني لا أتوقع هذا بسبب استمرار العمليات القتالية. ولكن إذا توصلت القوى الخارجية إلى اتفاق فلا بد أن تتوصل القوى الداخلية أيضا إلى اتفاق.
سبوتنيك: هل يمكن أن تعلق على إمكانية عدم توجيه الدعوة إلى الأكراد للمشاركة في محادثات جنيف؟
صالح مسلم: ستكون هناك مشكلة، فتحقيق التسوية السورية بدون الأكراد مستحيل. وإذا أرادوا حل القضية بالفعل فيجب أن يجلس الأكراد أيضا على طاولة المحادثات. ولم يتحقق هذا حتى الآن بسبب انعدام النوايا الجادة. وإذا ازدادوا جدية في هذه المسألة فسوف يشارك الأكراد في المحادثات.
سبوتنيك: ماذا عن مكافحة تنظيم "داعش"؟
صالح مسلم: نحن نحارب تنظيم "داعش" على نحو أفضل من غيرنا. ويريد الجميع السيطرة على تنظيم "داعش". وإذا وقفنا في صف واحد فسوف نحقق مزيدا من النجاح لأننا نحن بالذات نحارب تنظيم "داعش" على الأرض. ويجب على الجميع أن يقفوا معنا ضد تنظيم "داعش".
سبوتنيك: هل يظل موقف تركيا من حزب الاتحاد الديمقراطي على حاله؟
صالح مسلم: قلنا مرارا إننا لم نفعل ولن نفعل شيئا ضد تركيا. وننظر إلى تركيا من منظور استراتيجي بأنها جارنا. ويجب أن نكون أصدقاء. إلا أن تركيا تقف ضدنا بسبب العداء للأكراد، وحتى تعمل ضدنا. إنه أمر غير جيد. لكننا نستمر في مد يد الصداقة إلى تركيا. لقد تعدت المسألة الكردية حدود روج آفا، وتخص جميع الأكراد. ونتمنى أن تتفق تركيا مع جميع الأكراد. لكن تركيا لا تريد هذا، وتواصل إرهابها ضدنا. لكنها لن تنجح. وتحاول تركيا أن تتحايل على الجميع لكن ما من أحد يصدقها.
سبوتنيك: ماذا عن العلاقات مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية؟
صالح مسلم: تلعب روسيا دورا مركزيا في حل المسألة السورية، وهي قادرة على فعل شيء ما لتحقيق التسوية في سوريا. ولنا علاقات جيدة مع روسيا ونحاول المحافظة على هذه العلاقات. ونعتبر أن روسيا صديقنا. ونتمنى عليها أن تؤيدنا سياسياً. ونريد من الأصدقاء مزيدا من التضامن. ولم تكن أي مشكلة بيننا حتى الآن. والتضامن مستمر. لكن هذا غير كاف. وإذا استخدمت روسيا كل نفوذها في جنيف فسوف تستطيع أن تفعل أكثر من أجل سوريا. وعلاقاتنا مستمرة مع والولايات المتحدة الأمريكية أيضا، وهناك تعاون عسكري ملموس. لكن علاقاتنا لم تتخط إطار التعاون العسكري. وبطبيعة الحال نريد تحسين العلاقات السياسية. ولم يتحقق هذا حتى الآن، وآمل في تحقيقه مستقبلا. نحن نحارب تنظيم "داعش" بصورة مشتركة مع والولايات المتحدة الأمريكية، فيما تحارب الولايات المتحدة الأمريكية إرهابيي "داعش" بصورة مشتركة مع القوى الديمقراطية السورية. ولقد اتفقوا، وهناك فهم مشترك لهذه المسألة. ولا تملك الولايات المتحدة الأمريكية أي قاعدة عسكرية في روج آفا. والشيء الوحيد الذي تستخدمه الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم "داعش" هناك، مطار صغير بالإضافة إلى بعض قطع الأرض الزراعية في إطار المساعدة المتبادلة.
سبوتنيك: ماذا عن علاقاتكم مع الحزب الديمقراطي الكردستاني و كردستان العراق؟
صالح مسلم: لنا علاقات جيدة مع جميع الأحزاب باستثناء الحزب الديمقراطي الكردستاني، بسبب تأثير تركيا عليه. ودخل كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني وتركيا في حلف مع الآخر بدافع المصلحة المشتركة. ويترك هذا التحالف أثره علينا، إذ نواجه مشكلات محددة بينها مشكلة النقص في الأدوية. والسبب إغلاق معبر سيمالكا (بين كردستان العراق ومنطقة رج آفا). وأغلقت تركيا أيضا كل الحدود. وزاد إغلاق معبر سيمالكا في الطين بلة. وشنوا الحملة الدعائية علينا. ولا يسمحون لمنظمات دولية مثل "امنستي انترناشيونال" بدخول روج آفا. ويمنعون دخول الصحفيين والباحثين.. إلخ وكأنهم يحاولون خنقنا وكتم صوتنا. ويفعل الحزب الديمقراطي الكردستاني كل ذلك. إنهم يقفون موقف العداء تجاهنا. ولا يصب هذا في مصلحة الأكراد.
سبوتنيك: صدر قرار التجنيد الإلزامي في روج آفا ما أثار رد الفعل السلبي. لماذا تم اتخاذ هذا القرار؟
صالح مسلم: ينبري المتطوعون وحدهم لمحاربة تنظيم "داعش". ولا أحد يرغم أحدا على دخول الخدمة العسكرية. وإزاء اعتداءات تنظيم "داعش" على القرى يتم إعداد السكان للدفاع عن قراهم، ثم ينبرون لحمايتها. ويعتبر هذا خدمة عسكرية إلزامية وهي خدمة طبيعية وشرعية توجد في كل أنحاء العالم. والهدف من الخدمة الإلزامية هو الدفاع عن النفس لا أكثر.
سبوتنيك: ما رأيكم في انفصال "جبهة النصرة" عن "القاعدة"؟
صالح مسلم: تغيير الاسم لا يغير شيئا. وهناك تنظيمات أخرى من نفس الطينة مثل "أحرار الشام". يغيرون الاسم لكي يخدعوا أحدا ما. القاعدة ونصرة وداعش من طينة واحدة. إنهم يريدون إنشاء دولة الخلافة الإسلامية.