ولكن الوضع كان مختلفاً بالنسبة لجماعة الإخوان، التي ما إن أعلن التلفزيون المصري عن وفاة زويل، حتى انهالت تعليقاتهم التي تتهمه بالخيانة، فخرج شبابهم على مواقع التواصل الاجتماعي يتهمون العالم الراحل بأنه خان مصر عندما وافق على الإطاحة بحكم الجماعة، ووصل الأمر إلى إتهام مشايخ الجماعة له بأنه "كافر"، رغم ما يتبنونه من أفكار تمنع التكفير، حسبما يدعون.
في أحد لقاءاته التلفزيونية، على إحدى الفضائيات الإخوانية التي تبث من خارج مصر، قال الشيخ وجدي غنيم، أحد كبار مشايخ جماعة الإخوان، عن أحمد زويل "هذا المجرم الهالك، الكافر، نعم الكافر، وأنا هنا أملك الأدلة على كفره من القرآن والأحاديث، ولا أخشى أن أصدم مشاعر الناس بهذا الكلام، ولم أتأثر بمشهد جنازته مثلما فعل كثيرون ممن يترحمون عليه، أنا لا أعرف هذا الكلام".
واستند وجدي غنيم، في أدلته التي ادعاها بشأن "كفر" العالم أحمد زويل، على بعض ما كتبه الداعية الوهابي السعودي "ناصر الفهد"، في كتابه بعنوان (التبيان في كفر من أعان الأمريكان)، بأن "كل من عمل مع الكفار وأعانهم على المسلمين، فهو كافر مرتد عن الإسلام".. وتابع "أنا أقول إنه كافر لأنه والى اليهود على المسلمين، لذلك لا يجوز الترحم عليه".
من جانبه، علق مؤسس حركة "تمرد" التي أطاحت بحكم الإخوان النائب محمود بدر، على فيديو وجدي غنيم، الذي كفر فيه العالم أحمد زويل، بأن هذه هي عادة جماعة الإخوان الإرهابية، التي لا تعمد إلى الجدال أو المناقشة ومواجهة الفكر بالفكر، بل تتبع أسهل السبل وهي التكفير، فكثيراً من خرجت فتاوى بالتكفير من قياداتهم، أدت إلى كوارث فيما بعد، مثلما كفرت الجماعة المفكر الراحل فرج فودة، ما أدى إلى اغتياله.
وأضاف بدر، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين، أن جماعة الإخوان عندما وصلت إلى الحكم في مصر كانت أول من والى اليهود والأمريكان، وهي التهمة التي توجهها الجماعة الأن إلى العالم الجليل أحمد زويل الذي رفع اسم مصر عاليا، وقدم خدمات جليلة لبلاده.
وتابع "أليس محمد مرسي، الرئيس الإخواني المعزول، هو صاحب الرسالة إلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، وخاطبه فيها قائلا "صديقي العزيز"، وذيلها بتوقيعه "صديقك المخلص"؟، ومن ينسى أيضا أن أول لقاء لمرشد الجماعة المحبوس حاليا بعد نجاح محمد مرسي، كان مع السفيرة الأمريكية آن باترسون، التي أرسلتها أمريكا بشكل خاص إلى مصر، لخبرتها في التعامل مع أنظمة الحكم الإسلامية".