ومن المعروف أنه في الصراع السوري هناك مسألتان أساسيتان- الإرهاب ورغبة الغرب في زيادة نفوذه في الشرق الأوسط، من خلال الاطاحة بالرئيس السوري، بشار الأسد. وهتان المسألتان مرتبطتان مع بعضهما البعض.
ولم تستطع واشنطن أن تحدد ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لها- مكافحة التهديد الحقيقي "داعش" والإرهابيين أم تنظيم انقلاب عسكري في سوريا.
معلنتا الحرب ضد الإرهاب، واشنطن تواصل دعم القوات المسلحة المثيرة للجدل، وتعزز أسطورة "الاعتدال". ووزارة الخارجية الأمريكية تشطب من قائمة الحظر المجموعات التي تدمر سوريا وبذلك تمنع حدوث نهاية للصراع. ولكن سوريا تعبت من حرب استمرت خمس سنوات. النزاعات الدبلوماسية والبطء في اتخاذ إجراءات حاسمة تودي بحياة الآلاف من المدنيين. وفي الوقت الذي تحاول أن تبين الولايات المتحدة أنها مهمة في الصراع، أعدت روسيا الظروف لوضع نهاية لذلك.
المعارك الرئيسية الأن تجري في حلب — المنطقة المهمة استراتيجيا، التي تقع على الحدود مع تركيا. وتمكن الجيش السوري من محاصرة الإرهابيين، وقطع طرق الهروب وتلقي التعزيزات. استئناف الحوار بين موسكو وأنقرة يساعد على زيادة الحصار من الشمال — وقد أعربت تركيا بالفعل عن استعدادها لإغلاق الحدود. وتستخدم ممرات المساعدات الإنسانية المنظمة لخروج المدنيين من منطقة الخطر وإلهام المسلحين "المترددين" بإلقاء السلاح.
الضربة القاصمة على الإرهاب ستكون من خلال تدمير الجماعات الإرهابية المختلفة، بما في ذلك تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، ووضع نهاية للحرب. وليس من الضروري انتظار تعزيزات من التحالف الدولي، لتحقق هذا، روسيا لديها كل ما يلزم لتوجيه الضربة الساحقة: استراتيجية مدروسة بشكل جيد، وقوة عسكرية كافية.
والدليل على ذلك هو غارات القاذفات الروسية الفعالة على مواقع "داعش"، وكذلك القدرة على تدمير الإرهابيين من البحر. نذكر أنه في أكتوبر 2015 سفن أسطول بحر قزوين أطلقت صواريخ كروز "كاليبر" على مواقع "داعش" في سوريا. وبدءا من 15 أغسطس ستقوم روسيا بتدريبات تكتيكية واسعة النطاق للقوات البحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط وبحر قزوين. وهذا يعني أنه، إذا لزم الأمر، ستكون القوات المسلحة الروسية على استعداد لتنفيذ هجمات جماعية على مواقع الإرهابيين باستخدام صواريخ كروز، على حد سواء من الهواء أو من البحر.
ويحاول البيت الأبيض أن يرد على نجاحات روسيا من خلال مسائل أخرى مثل منع الرياضيين الروس من المشاركة بدورة الألعاب الأولمبية في ريو، وعواء وسائل الإعلام الغربية، والمخربين الأوكرانيين في شبه جزيرة القرم، و تمكنت كييف من ايجاد أثر روسي في التخريب (هل بنفسها فكر بهذا؟) لوضع القضية على مستوى الأمم المتحدة. ومع ذلك، هذه الأمور كلها تتحدث عن عجز الغرب وعن أنه لن يستطيع أن يقف في وجه إنقاذ سوريا من الإرهاب، لأن روسيا تملك ما يكفي من القدرة، لتوجيه الضربة الحاسمة. وفوز بوتين في حلب سيكون كما لو حصل فريق الجودو الروسي على الميدالية الذهبية في ريو.
المصدر: warfiles