وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء عبدالرافع درويش، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك" اليوم الاثنين، إن وجود مثل هذه الأسلحة في قاعدة "أنجر ليك" الجوية التركية في حد ذاته يمثل خطراً كبيراً على الأمن والسلم العالميين، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أنها موجودة في منطقة صراعات ونزاعات مسلحة.
وأضاف درويش، أنه من المفترض أن يكون القائمين على هذه القاعدة على أعلى مستوى من الاحترافية، وأيضاً أعلى مستوى من الشفافية والولاء للدولة، فالقائمون على هذه الأمور يتم اختيارهم بعناية شديدة، مثلهم مثل قادة القوات الجوية والقوات البحرية، وتجرى تحريات عنه، لكي يتم التأكد من وجود أمان كامل.
وتابع "انتماء قائد هذه القاعدة التركي إلى الانقلاب الفاشل ويتم اختراق القاعدة، يعني أن أجهزة المخابرات لديهم لم تكن موجودة من الأساس، وهو أمر يؤدي إلى تهديد السلام العالمي كله، لأن قاعدة أنجرليك الجوية الأمريكية، واحدة من أكبر القواعد الجوية في منطقة الشرق الأوسط، مثلها مثل قاعدة العبيد في قطر".
كان الخبراء يحذرون منذ وقت طويل بشأن أمن هذه الترسانة المؤلفة من حوالى 50 سلاحا نوويا والمخزنة على مسافة 110 كلم من سوريا، غير أن محاولة الانقلاب التي جرت في 15 يوليو/تموز في تركيا أحيت المخاوف بشأن حمايتها.
وأوضح الخبير العسكري والاستراتيجي أن الانقلاب الذي حدث في تركيا، وهدد القاعدة الجوية بالاستيلاء أو ضياع هذه الأسلحة النووية، هو درس للولايات المتحدة، فقد كان من الممكن أن تذهب هذه الأسلحة إلى أماكن أو تنظيمات معادية لأمريكا، وتهدد أمريكا والأمن والسلام في العالم كله، لذلك على كل دول العالم التي تعمل في الأسلحة النووية أو الأسلحة الجديدة، أن تجعل أسلحتها في أيد أمينة".
ولفت إلى أن هذه الأسلحة تهدد المنطقة العربية ومصر، مثلها مثل الخطر الذي يشكله مفاعل ديمونة الإسرائيلي على المنطقة، حيث أنه قارب على الانتهاء، وهناك معلومات بشأن حدوث تسريبات في المفاعل، قد تؤدي للتلوث الإشعاعي أو قد تؤدي إلى انفجاره، وهو ما يهدد المنطقة كلها والعالم كله بكارثة.
وتلعب قاعدة "إنجرليك" الجوية دورا استراتيجيا بالنسبة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، إذ تنطلق منها طائراته لشن غارات على أهدافها في العراق وسوريا، وفي أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا تم توقيف قائدها التركي على غرار مئات الجنرالات والقضاة والمدعين العامين، ممن شملتهم حملة التطهير.