وتنشر "سبوتنيك" صورا تُظهر الهلاك الذي أحدثه تنظيم "داعش" في شوارع وأبنية الرمادي، ومركبات رفع المخلفات من قبل دوائر الخدمات في المدينة التي تشهد يوميا مقتل مدني على الأقل بسبب المتفجرات المتناثرة في كل المنازل والأحياء.
يقول أحد المواطنين، نازح من الرمادي قبل أكثر من عام، لمراسلتنا، عن الأوضاع في مدينته ومعوقات العيش والعودة إلى حياتهم في قصورهم وبساتينهم وتقاليدهم الزاخرة بالكرم التي يُضرب بها المثل في العراق، قائلاً "من يوم تحررت المدينة من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، ينفجر منزلاً على المنتسبين من قوات الأمن، أو المدنيين العائدين من النزوح".
وأوضح مواطن يدعى أبو سمير، أن أكثر من 43 ألف عائلة عادت إلى قضاء الرمادي، قادمة من المناطق التي نزحت إليها في العاصمة بغداد، ومحافظة بابل وسط البلاد، وكركوك شمالاً، وإقليم كردستان العراق، ومن مخيم عامرية الفلوجة في الأنبار.
وتابع أبو سمير، أن العائلات رجعت إلى كل مناطق الرمادي، عدا الشمالية بسبب كثرة العبوات الناسفة التي خلفها تنظيم "داعش" فيها والمنازل المدمرة، وقربها من العمليات العسكرية المتقدمة لتحرير جزيرتي الخالدية ومركز الأنبار من قبضة الدواعش.
وأكد أبو سمير، مقتل منتسبا أمنيا وإصابة أخر بجروح، إثر انفجار عبوة ناسفة في الرمادي، أمس السبت، ضمن الموت اليومي الذي تشهده المدينة بسبب التفجيرات المفاجئة من المنازل المفخخة والعبوات التي بسببها قتل أكثر من 150 مدنيا ً وعنصرا أمنيا حتى الآن، على حد تقديره.
وقيمَ أبو سمير، واقع الخدمات في الرمادي، بدرجة "صفر" لانعدام توفر الطاقة الكهربائية واعتماد المدنيين على كهرباء المولدات الأهلية التي بلغ سعر الأمبير الواحد منها 20 دولارا مع أزمة بمادة البنزين وباقي المشتقات النفطية وكذلك المياه يتم شراؤها من السوق السوداء، ملمحاً إلى وعود كاذبة قدمتها الشركات الأمريكية التي تولت مهام رفع المخلفات الخطرة لتنظيم "داعش" في المدينة.
وتسلك العائلات طريقا وعرة في عودتها إلى الرمادي، إضافة إلى المعاناة التي نعتها أبو سمير بالكريهة عند المرور على جسر بزيبز الذي يربط الأنبار ببغداد، بسبب إغلاقه في أوقات متفاوتة أمام النازحين العائدين، ولا يفتتح أبدا عند تعرض العاصمة لأزمة أمنية، ما يحدث عرقلة وتأخير تحت أشعة الشمس الحارقة جداً.
من جهته أكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، راجح العيساوي، في تصريح لـ"سبوتنيك"، عمل الدوائر الخدمية في الرمادي على مدار 24 ساعة لأجل عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل مرور الدواعش فيها.
ونوه العيساوي، إلى أن 80 % من الرمادي تم تدميره من قبل تنظيم "داعش" والعمليات العسكرية لتحرير المدينة التي تحتاج إلى مبالغ كبيرة لترميمها وإصلاح البنى التحتية فيها وإيصال الخدمات لها.
وتشهد الأنبار المحافظة التي تُشكل وحدها ثلث مساحة العراق غربا، عمليات عسكرية متقدمة للقوات العراقية ضد تنظيم "داعش".