وطالبت الوزارة عبر تصريحها للإعلام إنهاء هذا العدوان، وتدعو الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها المتعلقة بشكل خاص باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، كما تطالب بضرورة احترام الجانب التركي والتحالف الأمريكي للقرارات الدولية وخاصة ما يتعلق منها بإغلاق الحدود وتجفيف منابع الإرهاب.
وحول موضوع العدوان التركي على الأراضي السورية، أكد نزار سكيف نقيب المحامين في سوريا في تصريح لمراسل "سبوتنيك"، أن هذا العمل يعد من أعمال التعدي على السيادة السورية.والتي يحاسب عليها القانون، وذلك ضمن جميع المواثيق والأعراف الدولية، لافتاً إلى أن ما يجري في جرابلس الآن ليس محاربة للإرهاب، كما تزعم تركيا، بل هو إحلال لإرهاب آخر مكانه
وأضاف سكيف، إن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهذا ما أكدته المادة الثامنة من مواثيق الأمم المتحدة في الفقرة السابعة، والذي يعد اعتداء علنيا لعدم توافر الاتفاق بين الجيش التركي والسيادة السورية على التدخل لمحاربة الإرهاب المسلح.
وأشار نقيب المحامين في سوريا إلى إن سوريا تؤكد أن محاربة الإرهاب على الأراضي السورية من أي طرف كان، يجب أن تتم من خلال التنسيق مع الحكومة السورية والجيش العربي السوري الذي يخوض هذه المعارك منذ أكثر من خمس سنوات، تدين في الوقت نفسه هذا الخرق السافر لسيادتها وتؤكد أن محاربة الإرهاب ليست في طرد "داعش"، وإحلال تنظيمات إرهابية أخرى مكانه مدعومة مباشرة من تركيا.
من جهة ثانية، أكدت ماريا سعادة — عضو في مجلس الشعب السوري لمراسل "سبوتنيك"، علينا أن لا ننسى التاريخ، خمس سنوات حرب من تركيا على سوريا من خلال دعمها للعصابات الإرهابية المسلحة، وهذا لا يمكن أن يغير موقف تركيا تجاه سوريا، إلا بأهداف لتحقيق المخططات التركية في سوريا، فأي تحرك تركي تحت عنوان محاربة الإرهاب هو انتهاك للأراضي السورية وللسيادة، ولأن أي تحرك لمحاربة الإرهاب يجب أن يكون بالتعاون مع السيادة السورية.
وأضافت سعادة، لذلك يعد تجاوزا للخطوط الحمر لمصالح تركيا وهي التوسع في الأراضي السورية، وهي مصالح تاريخية لتركيا، وبالتالي تحاول تركيا الاستفادة من الأوضاع الراهنة، للتدخل والتموضع في الأراضي السورية وهذا تعدي آخر على سوريا، بالنتيجة غير مقبول لسوريا أو الدول الصديقة والتي تقف لجانب سوريا كروسيا وإيران أن تقبل أي انتهاك من تركيا رغم التعاون بينهم.
وأوضحت سعادة أنه من حق سوريا الرد، ولكن الأوضاع على الأرض والحسابات التكتيكية سواء كتصعيد، سوريا تختار الزمان والمكان والطريقة المناسبة للرد.
وفي سياق متصل كان قد أعلن مكتب رئيس الوزراء التركي في بيان صحفي أن "القوات المسلحة التركية والقوات الجوية التابعة للتحالف الدولي بدأت عملية عسكرية تهدف إلى تطهير منطقة جرابلس بمحافظة حلب من تنظيم داعش الإرهابي".
وقد قامت جماعات معارضة سورية تنتمي للجيش الحر، بعبور الحدود السورية التركية بمسافة 3 كلم، مع 10 دبابات تركية إلى مدينة جرابلس السورية في إطار عملية تطهيرها من تنظيم "داعش" تحت اسم "درع الفرات".
وجاء الإعلان عن العملية التركية مع ترقب وصول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قبل الظهر إلى أنقرة، حيث سيلتقي رئيس الوزراء بن علي يلديريم ثم الرئيس رجب طيب أردوغان.