وقال الجعفري: نحن أرسلنا مئات الرسائل إلى مجلس الأمن ولجان التحقيق المعنية بالقرار 1540، وفريق العمل في مهمة التحقيق وتقصي الحقائق وبعثة التحقيق المشترك. ونحن أرسلنا مئات الرسائل إلى هذه الجهات الدولية، فيها معلومات بمنتهى الأمانة، ولكن هم، ما يسمى بـ "الدول النافذة" في المجلس، إما أن تخنق هذه المعلومات، أو تكذبها. يا ريت يكذبوها، ولكن التكذيب لم يتم في الحقيقة. هم يخنقون المعلومات الواردة في الرسائل، ولا ينقلونها إلى الإعلام، ولا يتحدثون بها أصلاً في بياناتهم، لأن من قام باستخدام الكيماوي إنما حظي برعاية هذه "الدول النافذة".
واعتبر الجعفري موضوع "الملف الكيماوي" موضوعا مصطنعا ومفبركا بامتياز، والقصد منه — ممارسة الضغط السياسي على الحكومة السورية منذ أول لحظة.
وتابع الجعفري: أنا من أول حادثة اعتداء بالغاز الكيماوي السام على بلدة خان العسل في ريف حلب، توجهت إلى مكتب الأمين العام نفسه وقابلته، وطلبت منه باسم الحكومة السورية تقديم المساعدة للحكومة السورية للتحقيق في: "هل استخدم الكيماوي أم لا؟ من الذي استخدم هذا السلاح الخطير؟"، فطلب مني الأمين العام أن يستشير الدول النافذة. فطبعاً، استشار الدول الغربية، وعاد إليّ بعد ثلاث ساعات ليقول لي "سعادة السفير، بلّغ حكومتك أنني سأساعدها على إرسال بعثة علمية للتحقيق فيما إذا استخدم السلاح الكيماوي أم لا في بلدة خان العسل. ولكنني، — وهذا طبعاً بعد أن استشار الدول النافذة — لن أتمكن من مساعدة حكومتك من تحديد هوية من الذي استخدم السلاح الكيماوي". فمنذ تلك اللحظة، كان معروفاً لدى ما يسمى بـ "الدول النافذة" من الذي استخدم الكيماوي وكانوا حريصين على عدم كشف هذه الهوية، لأن الظروف السياسية كانت مؤاتية بالنسبة لهم.
وكانت المحادثات بين الجانب السوري والأمين العام للأمم المتحدة قد استغرقت أربعة أشهر وأحد عشر يوماً، كي يتم إرسال الدكتور آكي سيلستروم وفريقه العلمي إلى سوريا من أجل الذهاب إلى خان العسل والتحقيق في قضية الهجوم الكيماوي.
وقال الجعفري: في اليوم نفسه، الذي كان فيه الدكتور سيلستروم في دمشق، وهو يتأهب للذهاب إلى خان العسل بريف حلب، حدث الهجوم الكيماوي الثاني في غوطة دمشق. والقصد من الهجوم الكيماوي الثاني على الغوطة هو حرف الانتباه عن موضوع خان العسل، ومنع الدكتور سيلستروم من التوجه إلى خان العسل، وتركيز الانتباه على غوطة دمشق.
فنجح هذا المخطط، لأن الدكتور سيلستروم، حتى هذه اللحظة، لم يذهب إلى خان العسل. وبالتالي، تم توجيه الانتباه فقط على ما حصل في الغوطة.
وتابع الجعفري حديثه: الذي قام بالعمل في الغوطة، وفقا لمصادر فرنسية، وهذا هو بيت القصيد الذي تحدثت عنه في بياني بمجلس الأمن أولاً، الذي حدث بسوريا هو بناءً على كتاب صدر في فرنسا من قبل اثنين من المفكرين الإعلاميين المعروفين عالميا: جورج مالبرونو وكريستيان شينو، كتبا كتاباً هاماً سمياه "الطرق إلى دمشق"، وأثبتا فيه بالوثائق أن وزير الخارجية الفرنسية السابق لورانس فابيوس كان وراء التلاعب بهذه المأساة التي حدثت في غوطة دمشق".
وكان الجعفري قد اتهم في وقت سابق فرنسا بتنظيم "هجوم كيميائي" في الغوطة الشرقية بدمشق عام 2013.
وأشار الجعفري إلى أن الهدف من هذا الهجوم كان منع فريق مفتشي الأمم المتحدة، بقيادة العالم السويدي آكي سليستريم، من الوصول إلى حلب، حيث استخدم مسلحو الجماعات الإرهابية الأسلحة الكيميائية في مارس/آذار من العام نفسه، حسبما نقلت عنه صحيفة "إندبندنت" البريطانية.