أجرت وكالة "سبوتنيك" حوارا مع عضو حزب الاتحاد الديمقراطي خالد عيسى، حول تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "درع الفرات" ستستمر حتى القضاء على التهديد الكردي، رغم زعمه في البداية بأن تلك العملية موجهة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
نص الحوار:
خالد عيسى: طبعاً الخطاب التركي متعدد تجاه القوى العالمية، أردوغان يقول "دخلت للقضاء على إرهابيي داعش"، هذا نفاق وغير صحيح، لأن كل القوى العظمى تعلم علاقة حكومة أنقرة مع داعش وبقية العصابات الإرهابية التي عبثت بأملاكنا وأرواحنا، ومن ناحية أخرى تجاه ناخبيه والقوميين العنصريين الأتراك، يقول "أنا ذهبت للقضاء على الأكراد"، واختار تاريخ 24 أب/أغسطس، في يوم ذكرى معركة مرج دابق التي وقعت منذ 500 عام، التي احتل بعدها السلطان سليم سوريا ومنطقة الشرق الأوسط، اختار اردوغان هذا اليوم لأنه يعتبر نفسه سلطاناً عثمانياً، والكثير من الإرهابيين يسمونه بالخليفة، فهو يعرض نفسه كخليفة للمتشددين الإسلاميين وكسلطان عثماني، وغايته بالدرجة الأولى القضاء على الحل السياسي والسلمي والديمقراطي، واختار هذه المنطقة لأنها تدار بشكل مشترك بين الأكراد والعرب والسريان ولهم مشروع ديمقراطي في سوريا، هذا احتلال يخترق كل قواعد القانون الدولي، وله هدف آخر هو ليستمر في ابتزاز الدول الأوروبية بشكل مباشر عندما يسيطر على هذه المناطق الحدودية ليبتز الدول الأوروبية ويرسل إليهم المهاجرين، ومن يقول إنهم مهاجرين بينهم عدد كبير من الإرهابيين المرتبطين به وبمخابراته.
سبوتنيك: هذا ما أردت أن أسال عنه وهو وجه الاتهام إلى حزب الاتحاد الديمقراطي. سيد خالد، القوات الكردية حاربت بالفعل تنظيم "داعش"، ولم يقدم لها الدعم حسب معلوماتنا حينها إلا ،من قبل الدولة السورية وفق اتفاق محدد في السيطرة على مناطق الشمال السوري، ومن ثم حدث أن وقعت المواجهات بين الجيش السوري وبعض القوى الكردية، سنعود إلى هذا التفصيل لكن حظي ما يسمى بالجيش السوري الحر بدعم السعودية وقطر وبشكل علني وكانت تقدم له الأسلحة والدعم اللوجستي وكافة أنواع التمويل، وفي كل مرة كان يخسر الرهان عليه، وتقع الأسلحة في يد تنظيم "داعش" الإرهابي أو تتم المتاجرة فيه، حاليا تركيا تقوم بطرد الأكراد من هذه المناطق وتعطيها للجيش الحر، وهل يوجد بالفعل حتى الآن جيش حر؟ أو هل تعيد تركيا محاولات تنفيذ مخطط عام 2012، عندما أرادت أن تقيم مناطق عازلة أو آمنة كما تسميها تحت غطاء الجيش الحر؟
خالد عيسى: هناك تصحيح بسيط، في الحقيقة ليس االنظام السوري الذي يدعم وحدات حماية الشعب أو وحدات حماية المرأة، وحتى في معركة كوباني لم يستجب للضرورات التي كانت تقتضي الأمر، هذا فقط تصحيح.
أما بالنسبة إلى المعارك التي تمت في منطقة الحسكة، كان الاتفاق بين دمشق وأنقرة في هذا الإطار نترك أياديكم حرة ضد القوى الكردية وشراكائهم في الشمال السوري، لقاء ذلك تسحبوا المجموعات المرتبطة معكم من حلب ومن مناطق أخرى، وهذا ما حدث للأسف الشديد، وأنا منذ أقل من أسبوع كنت في الحسكة، وكانت آمنة، لكن المجموعات التي كانت تعمل مع النظام في الحسكة هي التي اعتدت على مواقع قوى أمن الإسايش في المحافظة، كان ذلك ضمن إطار التفاهمات التي تمت بين دمشق وأنفرة.
من حيث الجيش الحر لم يكن يوماً جيشاً ولم يكن يوماً حراً، هو مجرد عصابات مرتبطة مع قوى إقليمية ليس لها أي مشروع ديمقراطي، وحتى المنشقون من الجيش كانوا سابقاً جزء من آلة القمع والفساد، وكان كل صراعهم…أولا على تقاسم النفوذ والمناصب، وثانياً للدفاع عن مصالح الدول التي كانت تمدهم بالسلاح والأموال. وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي كقوى سياسية وشركائهم في الشمال السوري، لديهم مشروع لسورية الديمقراطية يعتبر كل سوري وكل مكون سوري بأنه شريك في الوطن، وهذه القوى دافعت عن الحدود الشمالية لسورية، والآن للأسف عندما تدخل قوى أجنبية للاحتلال واحتلت منطقة سورية، لا نرى الدعم الكامل، أيضا البيان الذي صدر عن دمشق كان بياناً خجولاً فقط لإدانة هذه العملية ولم تتصرف االقوات السورية لردع هذا المحتل كما يجب.
خالد عيسى: أنا أقول لك من يقول إن الإدارة الذاتية الديمقراطية وحزب الاتحاد الديمقراطي وشركائهم انفصاليين هو انفصالي، هم أنفسهم انفصاليون وهذا خطاب غير صحيح.
سبوتنيك: يعني هذا الاتهام غير موجه إليكم في الاتحاد الديمقراطي صراحة
خالد عيسى: خطاب غير صحيح، الاتحاد الديمقراطي هو الذي ساهم في هذه الإدارة وهو من القوى السياسية الأولى من بين شركائنا من بين مختلف القوى السياسية الشريكة
سبوتنيك: يعني أنتم تنكرون أن لديكم مشروع انفصالي؟
خالد عيسى: أنا أقول من يتهموننا بالانفصالية هم انفصاليون، لأنهم لا يعتبروننا كأننا مكون سوري، ولا يعتبرون الجغرافيا التي حررناها ودافعنا عنها ولبينا مطالب الشعب وندافع عنها ضد الإرهابيين المحتلين الأتراك، لايعتبرون هذه المناطق بأنها مناطق سورية، وكيف يستطيعون أن يقولوا نيابة عنا إنه لدينا نية إقامة دولة وإلى ما هنالك، نحن عانينا أكثر ما عانينا من الدولة القومية، لا يوجد أي مشروع لإقامة دولة وإلى ما هنالك، كل المشروع هو مشروع ضمن إطار الدولة السورية، لدينا مشروع ديمقراطي يتناسب مع التعددية القومية والدينية مع أكبر مشاركة للمواطنين السوريين ليشعر كل مواطن وكل مكون أنه مشارك في هذا الوطن.
سبوتنيك: نعم هذا جيد أنا أردت أن استوضح هذه النقطة بالذات حتى لا يكون هناك لبس في ما يصلنا من معلومات وتقارير إعلامية، أو حتى تعليقات من هذا الطرف أو ذاك، هذا جيد جداً أنه لا يوجد هناك مشروع انفصالي، ولا يوجد هناك مشروع تسير فيه القوى التي قاتلت…
خالد عيسى: أنت تتكلم من موسكو، والقيادة الروسية تعرف وحتى الحكومة السورية تعرف، ولكن هذا الخطاب الذي يتواتر على لسان بعض العنصريين والطائفيين الذين لا يقبلون إلا بالإسلاموية أوالقوماوية، ولا يرون بقية السوريين شركاء لهم ولكن فقط يرددون هذا فقط لخلق الفتن بين مختلف مكونات الشعب السوري.
سبوتنيك: نعم هذا واضح، ولكن أنا كان قد استثارني موضوع الإدارة الذاتية الديمقراطية في الشمال السوري، أنا في البداية حدث عندي بعض اللبس حيال ذلك، وبعد ما تفضلت به فهمت تماما أنها مجرد تسمية ليست ضمن إطار مشروع انفصالي كما يتحدثون، واعذرني، أقول إنهم يتحدثون لأنه يحدث ذلك، حول أنكم أداة بيد الإدارة الأمريكية، وأنها سوف تدير لكم ظهرها عندما تحقق هدفها من هذا الدعم الذي تقدمه لكم، وكما تفضلت روسيا وإيران وسوريا كدول يرفضون هذا المشروع وهذا الحديث وهذا المنطق؟
خالد عيسى: المسؤولون يعلمون علم اليقين ببرنامجنا، ولكن ليس بالضروة الكل مؤيدون، فهناك لا زالت هناك العقلية التسلطية المركزية التسلطية القوموية في دمشق لا تقبل نظاما ديمقراطياً، وهذا خلافنا مع دمشق، أما بقية القوى هي قوى معادية للشعب السوري ولكل سورية، نحن نريد أن تعود سورية متماسكة قوية تحتل مكانا مرموقا في الشرق الأوسط، كلما نعمل نجتهد لإيجاد أفضل صيغة تكون مناسبة مع المجتمع السوري.
سبوتنيك: هناك حاليا هدوء من قبل أذرعكم العسكرية إن صح التعبير أو من جهة القوات التي تنضوي تحت إطاركم؟
خالد عيسى: نحن نقول وحدات حماية الشعب التي تعمل في إطار قوات سورية الديمقراطية، فيها كل المكونات من الأكراد والعرب والسريان والكل تابعون لهذ الإدارة، وما تسميه هدوء أين الهدوء؟ هناك معارك دامية بين المحتل الطائفي العنصري الذي يحتل بقعة من أراضينا الغالية.
سبوتنيك: من تقصد بالمحتل؟
خالد عيسى: أقصد الأتراك طبعاً
دوما عبر التاريخ تركيا وحتى توقيع اتفاقية الحدود عام 1921، لم تتردد تركيا يوماً في أطماعها في حلب، ولدي محضر لجلسة بين رئيس وزراء تركيا وأحد السفراء السوريين في أنقرة، كان وزير الخارجية التركي التركي يقول له ويكرر حلب حلب حلب، لم يخفوا أطماعهم أبداً، وعندما اختاروا يوم الذكرى الـ 500 لمعركة مرج دابق، يهم ما يفهم من ذلك، عن أي هدوء تتكلم؟ تتكلم عن قصف الطائرات التركية والمدافع التركية لقرانا ونسكت عن ذلك! شعبنا في هذه المنطقة شعب جرابلس، شعب منبج، شعب منطقة الشهباء سيقاوم الاحتلال، وندعوا كل الوطنيين السوريين الذين يغارون على وحد الأراضي السورية ووحدة النسيج الوطني السوري للوقوف في وجه هذا الاحتلال الذي سيمتد ولن يتوقف.
سبوتنيك: لماذ لم تضعوا إذاً يدكم غدا بيد الجيش العربي السوري؟
خالد عيسى: الجيش العربي السوري تدخل أمام عينه الدبابات والمجموعات الإرهابية في جرابلس، وماذا عمل؟ فقط أصدر بيانا بالرفض من حيث الشكل، حتى لا يعترف بضمها إلى تركيا كما لواء إسكندرون الذي مضى عليه الزمن وأصبح في التاريخ، مالذي قامت به الحكومة السورية؟
سبوتنيك: لكن هناك من يتهمكم بأنكم من أعطى الفرصة للتدخل التركي في الأراضي السورية لأنكم أنتم أنقلبتم على الدولة السورية؟
خالد عيسى: لا، نحن حررناها وحررنا مناطق أخرى، وكانت جرابلس بيد العصابات الإرهابية، ثم تم تشكيل مجلس جرابلس من قبل أبناء المنطقة، ومن بعدها تم تأييده ودعمه من القوات التابعة للإدارة المركزية الديمقراطية، وتقول نحن سمحنا للأتـراك التدخل في سورية؟
لولانا حدث الأسوأ، في 2013 وقعت خطة في يدينا، كانت الخطة لديهم هي مثال أفغاني، تنتهي إلى احتلال كل الشمال السوري، والانطلاق منه لاحتلال كل المناطق السورية والعبث بكل مقدرات الناس، فهل كان ذنبا أننا دافعنا عن الحدود الشمالية السورية؟
سبوتنيك: يبقى هذا الحديث مجرد حوار وأنا هنا لا أتحدث بأي منطق شخصي، ولكن حاولت أن أتحدث بشكل منطقي وموضوعي بما يتناسب مع القانون والشرعية في الدولة السورية.
خالد عيسى: طبعاً وأنا سوري ومن حقي أن أنقل وجهة نظري إلى أخوتي وشركائي في الوطن.
أجرى الحوار نواف إبراهيم ضمن برنامج "ما وراء الحدث"