بل هي قمة العالم الأولى في هذا القرن للتوافق الدولي على مبدأ مجبر أخاك لابطل وفي مرحلة بدأت نيران الإرهاب وإختلاط المصالح وخاصة الاقتصادية تشكل خطراً جسيماً على الأمن والسلم العالميين، بسبب السلوكيات الجنونية التي تسلكها بعض دول العالم وخاصة العالم الغربي وعلى رأسها الولايات المتحدة ومن معها من حلفاء أساسسين وعلى رأسهم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وكذلك بعض دول منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها تركيا بالذات، التي كانت الحربة الأساس في الحرب للدموية التي تحصل في سورية وبعض دول المنطقة.
فتركيا وضعها بات مفهوماً تماماً رغم الزخم الذي يتحدث عن إنجازات ميدانية واهية لاتتعدى فقاعة الصابون التي سوف تختفي قريبا مع ظهور أطراف التوافق الدولي وتحديداً بخصوص سورية. وكذلك الأمر في قطر التي مات حلم غازها عبر مدينة حمص السورية وتدمر زنوبيا وصولاً الى أوروبا، وكذلك الأمر الكويت التي كانت تعد من أغنى دول النفط في المنطقة والعالم ترفع بنسب بسيطة خجولة سعر مواد الطاقة كي تسند اقتصادها، والعد لاينتهي.
هؤلاء هم بعض من سمّى نفسه يوماً بأصدقاء سورية، وكانوا كاذبين مخادعين يبحثون عن الانتصار في حرب المصالح الإقتصادية التي حرقوا من أجلها الأخضر واليابس وقتلوا ودمروا الحجر والشجر والبشر في بعض دول المنطقة وعلى وجه التحديد في سورية، التي شكلت أمام مشروعهم المدار من خلال عصابات إرهابية تكفيرية تخريبية إنهارت قواها أمام زخم الجيش العربي السوري وحلفائه على الأرض السورية، فشكلت عقبة العقبات التي لم تنكسر.
وإذا ما عدنا الى التطورات الحالية التي تحصل في قمة هانغتشو نرى تماماً أن عملية ترويض العصيان السياسي من قبل زعماء هذه الدول التي سيرت وحركت مباشرة الأدوات والأذرع الإرهابية المسلحة لتحقيق هذا المراد ولكنها كما قلنا فشلت فشلاً لايمكن أن ينساها التاريخ على مر العصور، وإذا ما لحظنا تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه تركيا نفس الحربة التي بدأت بها الحرب، تعتبر الآن الحبل السري المفضوح لإنقاذ الجميع من الغرق في صراع عالمي طويل الأمدلا مصلحة لأحد في متابعة السير فيه لأن نهايته وخيمة، فيأتي الرئيس الأمريكي باراك أوباما كي يقول إن الولايات المتحدة سوف تساعد الدولة التركية على كشف الجهات التي وقفت وراء محاولات الإنقلاب وتقديمهم للمحاكمة، إذاً يريدون أن يعطوا أردوغان نصراً تاريخياً في هذه الخطوة وهذا ما سيدعمه شعبياً، وخاصة إذا ما سلمت الولايات المتحدة الداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن إلى تركيا في حال توجهت تركيا بطلب رسمي الى الولايات المتحدة بهذا الخصوص.
الولايات المتحدة الآن كالسيد المشرد الذي يدور حول العبيد الذين فشلوا في تحقيق مراده ليلتقط أنفاسه وهو يبحث عن خطاف يتعلق به أياً كان ليقوي موقفه، في محاولة منها للحصول على أي قدر من الإنجاز وحفظ ماء الوجه. وهي التي تخلت عن كل حلفائها، وهذا مالم تتعلم منه بعض القوى الكردية السورية، وبأنهم خدعوا من الجميع قولاً واحداً من خلال اللعب على وتر أحلامهم التاريخية في قيام كيانهم المستقل، الذي من الصعب جداً أن يتحقق في ظل الظروف الحالية لعدم وجود أي مقومات جغرافية أو سياسية ولا حتى إجتماعية وديمغرافية في المنطقة التي أرادوا الإنطلاق منها في شمال سورية، نعم هذه الحقيقة.
والحقيقة الأخرى أنه لا توجد أي دولة من الدول المحيطة بهذا الموقع الجغرافي سواء أكانت سورية أو تركيا أو العراق، أو إيران أو روسيا، ولا حتى الولايات المتحدة تقبل به، هي تماماً تعلم أنه لايمكن نجاح هذا المشروع، ولا أي دولة من هذه الدول موافقة بالمبدأ وبالأصل على هذا المشروع، ومن هنا استطاع إردوغان، أو بالأحرى تركوه يصل إلى تفاهمات مع إيران وروسيا حتى يصل إلى مبتغاه الأساسي في المرحلة الحالية من الوقوف على ساقيه ريثما تتم عملية التوافقات الدولية.
المقالة تعبر عن رأي كاتبها