وبموجب هذه العقود التي وجدها أحد المصادر الأمنية في جزيرة الخالدية المحررة حديثا ً من سيطرة تنظيم "داعش" غرب العراق، وزودنا بها، يحصل العنصر الواحد بتنظيم "داعش" على راتب شهري لزوجته قدره 45 ألف دينار عراقي، ولأطفاله 15 ألف للواحد.
وتاريخ عقود النكاح هذه وحجج الولادة، تعود إلى أواخر شهر كانون الأول/ديسمبر 2015، عمل عليها تنظيم "داعش" في محاكمه الشرعية بقضاء هيت الذي كان يمثل المعقل الاستراتيجي الأخطر في الأنبار قبل تحريره منه منذ أكثر من خمسة أشهر على يد القوات العراقية المدعومة بأبناء العشائر والتحالف الدولي ضد الإرهاب.
وكان انشغال تنظيم "داعش" بعمل هذا الجرد لعقود النكاح وتسجيلها مع الأطفال والزوجات، تزامن مع العمليات العسكرية المتقدمة للقوات العراقية في استعادة مدينة الرمادي قلب الأنبار منه وتحريرها بالكامل من بطشه بمعركة تكبد فيها خسائر جمة وكبيرة بأرواح عناصره وقادته، أواخر العام الماضي.
وحسب المصدر نفسه الذي تحفظ الكشف عن أسمه، فإن هذه الوثائق عثر عليها في "فلاش ميموري" في جزيرة الخالدية أحد أخطر معاقل تنظيم "داعش" بين الفلوجة والرمادي، والتي منها كانت تنطلق صواريخ "جهنم" محلية الصنع الخاصة بالتنظيم على باقي مدن الأنبار.
وواضح في العقود، "شخابيط" وتشويه بأقلام ذات كتابة سواء على وجوه الزوجات من قبل التنظيم الإرهابي كونه يحرم كشف وجوههنَّ فارضا ً عليهنَّ الزي الشرعي المتمثل بالخمار والنقاب الأسود من الرأس نزولاً لملامسة الأرض.
ونلفت إلى رقم إحصائي حملته عقود تسجيل الأطفال، غير معروف كونه تجاوز المليون قد يكون لتسلسل العقود أو عدد المنتمين للتنظيم الإرهابي الذي استولى على مساحات واسعة من شمال وغرب العراق منذ بداية 2014، لكن تمدده في تناقص وهزائم بتقدم القوات العراقية التي استعادت أكبر المدن وأهمها منه.
وكان تسابق عناصر تنظيم "داعش" من مختلف مواقع سيطرتهم في الأنبار، للحصول على مستحقات الزوجية "الزوجة والطفل" لأجل المال، لم يدم طويلاً لانقطاع هذه المخصصات بعد أسابيع قليلة من نهاية 2015، لاسيما في الموصل معقلهم الأكبر والأخير في شمال العراق، إذ توقف صرف رواتب النساء.
وأكد مصدر محلي عراقي من مدينة الموصل مركز نينوى، في سياق متصل، لمراسلتنا في العراق، أن رواتب زوجات عناصر وقادة تنظيم "داعش"، انقطعت قبل 6 أشهر من الآن، بسبب سرقة بيت المال الخاص بالتنظيم على يد واحد من القادة الدواعش وفراره إلى جهة مجهولة.