وفي مدينة "محردة"، ذات الأغلبية المسيحية يبدو السكان غير مكترثين لما يحدث في محيطهم ربما التحدي المتمثل بالتعايش المشترك بين كافة الطوائف والأديان والحس الوطني العالي لهم جعلهم أكثر قوة وتمسكا بأرضهم.
وتشتعل معظم المواقع المجاورة لمدينة "محردة" بعد هجوم كبير للفصائل المسلحة التابعة لجبهة النصرة وسيطرتها على مناطق جديدة أبرزها بلدة "حلفايا"، المتاخمة لها والتي نزح سكانها إلى المدينة التي استقبلتهم في الكنيسة التي تتوسطها.
وتشكل المدينة الواقعة شمال محافظة حماة عقدة مواصلات استراتيجية مما جعلها محط اهتمام كافة أطراف الصراع وفي نصب أعين المسلحين حيث تصل مدينة حماة بمعظم المحافظات السورية وتعتبر خط إمداد لوجستي لقوات الجيش السوري في معظم المناطق بما فيها مدينة حلب.
وشهدت المدينة خلال الأيام القليلة الفائتة سقوطا لعشرات القذائف الصاروخية مصدرها الجماعات المسلحة وقد سقطت على الأحياء بغية دفع السكان للهرب وإخلاء المنازل، فيما يصر شباب المدينة والذين تطوع معظمهم في صفوف الدفاع الوطني على الصمود وتشكيل خلية عمل عسكرية تتبع للجيش السوري وتسانده في مهامه القتالية ضد الفصائل المتمثلة (بجند الأقصى ولواء أهل الشام وجيش النصر)، فهم يمتلكون تجربة سابقة في التعامل معها وخاصة خلال أحداث العام 2014 حين وصل المسلحون إلى أسوار المدينة.
وقال عدد من السكان لـ مراسل "سبوتنيك"، إن المدينة استقبلت الكثير من الهاربين من مناطق المسلحين وخاصة من بلدة "حلفايا"، وقد تم تأمين المساعدات اللازمة لهم وساهمت كنيسة السيدة في استقبال الكثير منهم وهذا يمثل حقيقة المدينة المسالمة والتي تشكل نموذجا فريدا للعيش المشترك، كما تعتبر حصنا منيعا في وجه المسلحين ومخرزا في أعين الإرهابيين، وهم لن يغادروها مهما حدث فمعظم أصحاب المحال التجارية لم يغلقوا محالهم رغم قرب المواجهات التي تجري في القسم الشمالي من المدينة.
ويشار إلى أن مدينة "محردة"، قدمت عشرات الشهداء من جميع الطوائف خلال السنوات الماضية ولم يتمكن المسلحون خلال هجماتهم المستمرة من دخولها.