عرض لأول مرة الفيلم الوثائقي "ثلاثة أيام بدون حرب" في صالات السينما في دمشق، يوم الأربعاء، الفيلم الذي يتحدث عن أطفال سوريين شاركوا في المسابقة العالمية المقامة في مدينة ميلانو لكرة قدم الشوارع، وذلك بفضل مساعدة روسيا.
الأطفال المشاركون (تترواح أعمارهم بين 12 و 14 سنة) والذين بغض النظر عما تمر به سوريا من ظروف صعبة وحرب، قاموا بالتوجه إلى إيطاليا حيث أقيمت البطولة بمشاركة 31 دولة. وأكد الفريق السوري على تكرار المشاركة في المستقبل بالرغم من عدم تحقيق أي انتصار يذكر في هذا العام. وألف الفيلم مراسلا قناة "RT" عبد الجواد الرشد وآنا كليشينكو. وتمت مشاركة الفريق السوري ضمن برنامج "كرة القدم من أجل الصداقة" بمساعدة الشركة الروسية "غاز بروم".
صداقة باسم الرياضة
صرّح وزير الرياضة السوري وقائد المنتخب الأولمبي العميد موفق جمعة: "روسيا هي صديقتنا، كما في الحرب ضد الإرهاب هي صديقتنا في الرياضة. وهذا ليس بشيء جديد، لأن روسيا كانت دائماً بقربنا وبقرب شعبنا وبالقرب من مشاكلنا".
وأضاف: "شكراً جزيلاً لغازبروم على الدعوة للمشاركة في هذه البطولة، لقد كانت رسالة لكل العالم بأن الرياضة باسم السلام توحد كل أطياف الدولة"
من جهته صرح رئيس اللجنة المنظمة للبطولة السيد فياتشيسلاف لاشيفسكي بأنه عندما يكون هناك من يهتم بالرياضة والشباب في هذه الدولة، فلا خوف على مستقبلها.
"شعبانا السوري والروسي متقاربان تاريخياً بشكل خاص، ومتأكد أنهما في المستقبل أيضاً سيكونان كذلك كما يقول المثل "الصديق عند الضيق". نحن نعلم أنه الآن في سوريا الأمور صعبة جداً حيث تدور حرب شرسة. وبالرغم من بعد روسيا الجغرافي عن سوريا إلا أنها قريبة دائماً، وهي قريبة بقدر قرب الصديق من صديقه "
الرحلة لم تكن سهلة
رحلة الفريق السوري إلى إيطاليا تمت من 25 لغاية 29 أيار/مايو، مرت بظروف صعيبة. عند عودة الفريق من مدينة بيروت حيث حصلوا على التأشيرة الإيطالية (في دمشق السفارة الإيطالية مغلقة). وبعد عبور الحدود السورية اللبنانية مباشرةً تعرض الفريق إلى إطلاق نار من قبل الإرهابيين، حيث أصيب والد أحد الأطفال، وقبل مغادرة الفريق إلى إيطاليا بيومين توفي والد الطفل متأثراً بجراحة، ولكن العائلة أخفت الخبر كي لا تعكر عليه فرحة هذه المشاركة.
قال أعضاء الفريق المشارك في المسابقة بأنهم من الفرحة لم يصدقوا خبر إيفادهم إلى المسابقة حتى وجدوا أنفسهم في الطيارة التي ستقلهم إلى مدينة ميلانو الإيطالية. وقال أحد المشاركين محمد معتوق بأن الاستقبال في مطار ميلانو كان حاراً، بغض النظر عما تنقله الصحافة الغربية من أخبار زائفة عن سوريا. وأضاف:
"في البداية كان كل شيء غريباً بالنسبة لنا، ولكن سرعان ما تعودنا وأقمنا صداقات مع لاعبي الفرق المنافسة رغم عائق اللغة"
وقال أيضاً: "كان من الممتع جداً مشاهدة لعب الفرق الأوروبية وأهم شيء في هذه الرحلة كان حضور نهائي دوري الأبطال في أوروبا".