وذكر تومبسون أن المقصود بالخصم هو روسيا التي تعمل في السنوات الأخيرة بشكل حثيث لتطوير وتحديث قواتها المسلحة.
ويرى الخبير أن الحرب الافتراضية ضد روسيا ستعتمد بشكل أساسي على التقدم السريع والحاسم للقوات البرية عبر مساحات واسعة من الأراضي.
ويؤكد تومبسون على أن الخسارة ستكون من نصيب الولايات المتحدة في هذه الحرب لو وقعت ويرتبط ذلك بعدة عوامل أهمها:
1- الأخطاء الاستراتيجية التي وقع فيها الرئيسان — جورج بوش وباراك أوباما وعدم وجود تمويل للقوات المسلحة.
فوفقا للمحلل، كان خطأ بوش الابن، يكمن في سحب اثنين من الألوية الأمريكية المزودة بالسلاح الثقيل من أوروبا، وأما غلطة أوباما فهي مراهنته على منطقة آسيا والمحيط الهادئ وهو ما أدى إلى تقلص الوجود العسكري الأمريكي في العالم القديم.
ويدفع كل ذلك المحلل إلى الاستنتاج بأن الولايات المتحدة ستخسر على الأغلب "الحرب الأوروبية" مع روسيا.
3- تتفوق روسيا جغرافيا على خصومها لأن القتال سيقع على الأغلب في دول أوروبا الشرقية البعيدة عن نقاط إنزال القوات الأمريكية في أوروبا. بالإضافة لذلك يمكن لروسيا أن تغلق بسهولة الممرات والمضائق البحرية لمنع عبور القوات الأمريكية إلى دول جنوب أوروبا.
4- تبدو الولايات المتحدة غير مستعدة بتاتا للدخول في حرب برية ضد روسيا في أوروبا لأنها تحتفظ هناك فقط باثنين من الألوية الثابتة، وبوحدات إنزال خفيفة وبفوج من سلاح الفرسان مسلح بمدرعات "سترايكر".
وفي الآونة الأخيرة، قرر البيت الأبيض نشر لواء التناوب الثالث في أوروبا وفي نفس الوقت قرر إرسال ألف جندي إلى بولندا وإلى كل من دول البلطيق، ولكن ذلك لا يكفي حتما لحل كل المشاكل. والجيش الأمريكي لا يزال يملك نقاط ضعف وخاصة في مجال وسائط الدفاع الجوي وأنظمة الحرب الإلكترونية، والأسلحة عالية الدقة.
طبيعة منطقة النزاع المحتمل لا تسمح بتاتا لقوات بحرية كبيرة من الولايات المتحدة بالدخول إلى هناك — روسيا تملك قواعد بحرية قوية في كالينينغراد على البلطيق وسيفاستوبل على البحر الأسود وهو ما يجعل من الخطر جدا على القطع البحرية الأمريكية الدخول إلى منطقة النزاع ويمكن لوسائط الدفاع الجوي الروسية أن تحيد وبشكل كبير الطائرات الحربية الأمريكية.
5-الجيش الأمريكي قد يضطر للدخول في مواجهة مع نظيره الروسي لوحده بسبب التردد بين الحلفاء في الناتو، الذي يملك التفوق العددي بالمقارنة مع الجيش الروسي، ولكن هناك احتمال كبير في أن تتردد دول الحلف في غرب أوروبا وترفض الدخول في حرب دامية ومدمرة ضد روسيا من أجل الشركاء في البلطيق أو من أجل أوكرانيا التي لا تنتمي أصلا للحلف. وسيضعف موقف الحلف كثيرا لو اعتمدت واشنطن على التكتيك الدفاعي ولم تقدم على مهاجمة القواعد والقوات داخل أراضي روسيا نفسها.
ووفقا لـ"نوفوستي"، سيكون من الصعب الاعتماد على الهجوم، لأن روسيا قد تلجأ في المراحل المبكرة منه إلى استخدام السلاح النووي ومن الواضح جدا أنه لا توجد أي عاصمة أوروبية ترغب بالتحول إلى هدف للضربة النووية الروسية.