وفي لقاء خاص لـ"سبوتنيك"، كشف اللواء السابق في سلاح الجو السوري "رضا شريقي" عن قدرة الطائرات الأمريكية المتطورة على تحديد أهدافها بدقة متناهية نتيجة وجود أقمار صناعية وإمكانيات تكنولوجية تستطيع من خلالها تحديد جغرافيا المنطقة بدقة، كما أن لطائرات التحالف التي تقودها أمريكا قاعدة معلومات دقيقة حول أماكن تموضع الجيش السوري ونقاط تواجد تنظيم "داعش" بحكم قرب مدينة دير الزور السورية من الحدود العراقية والتي تشهد تواجدا كثيفا للقوات الأمريكية، ولكون الطائرات الأمريكية تمارس أعمال قتالية مفترضة واستطلاعية منذ أعوام وهذا ما يضعف أي فرضية تحاول تبرير تلك الغارات وحدوث أخطاء غير مقصودة.
وقال "شريقي" تعقيباً على المستجدات الأخيرة أن ما حدث في جبل الثردة هو عمل مقصود وذو دلالات خطيرة نظراً لعدد من الأسباب المنطقية التي تحكم الاتهام على النوايا الأمريكية منها، توسيع الوجود الأمريكي في الشمال السوري وظهر هذا مؤخرا عندما قامت الجماعات المسلحة برفع العلم الأمريكي فوق عدة مواقع وتوافد القوات البرية الأمريكية والخبراء العسكريين إلى تلك المنطقة إضافة لضرورة إظهار التناغم بين القوات الأمريكية في الشمال والإسرائيلية في الجنوب كمحور واحد وهي رسالة للقوات الروسية والسورية والحلفاء.
وتحدث الخبير العسكري عن أهمية مطار دير الزور بإعتباره المنطقة الجغرافية الوحيدة التي تتواجد فيها القوات السورية هناك والتي تتخذ من هذا المطار قاعدة جوية وبرية لكافة العمليات القتالية في المدينة وهو المنفذ الأخير الذي يتم من خلاله تأمين كافة مستلزمات الحياة لسكان المدينة المحاصرة من طعام وأدوية كون التنظيم يفرض حصارا مطبقا على السكان وهذا ما يعكس البعد اللوجستي للمطار الذي أضحى مخرزا في أعين الإرهابيين عبر السنوات السابقة، مما دفع بالطائرات الأمريكية لضرب مواقع الجيش السوري في جبل الثردة الاستراتيجي الذي يعتبر أحد الأسوار المنيعة للدفاع عنه.
وأوضح الخبير: ليس هناك داعي لسماع الحجج الأمريكية لأن عملية لمدة 50 دقيقة لا يمكن أن تكون بالخطأ، أمريكا تحتاج إلى عمل عدواني بهذا الحجم لكي تثبت التزامها بالدفاع عن المجموعات المسلحة ولفرض وجودها كقوة معادية للمحور الروسي السوري وللقول للمسلحين إنها قوية وهي معنية بحمايتهم إذا دعت الضرورة بالتوازي مع تنامي قوة روسيا وتحولها إلى دولة ذات قدرات تفاوضية عالية في ملفات المنطقة.
ويشار إلى أن رغم تنصل أمريكا من أفعالها العدوانية إلا أنها تبقى الداعم الأبرز للجماعات المسلحة في سوريا والصديق الأهم لإسرائيل التي فتحت جبهة الجنوب لمساعدة المسلحين بعد فشلهم في عملية "عاصفة الجنوب".