آين سيلجين، من خلال خبرة عمله في العراق وتحليل المعطيات على مسرح العمليات الحربية في سوريا، يستطيع القول بأن إعلان الأمريكان عن "الخطأ غير المتعمد" في دير الزُّور يبدو غير مقنع. ما الذي حدث في حقيقة الأمر؟ وروسيا تتساءل من الذي يقود الولايات المتحدة- البيت الأبيض أم البنتاغون؟ ولماذا برز هذا السؤال؟ نحن نعلم بأن البنتاغون يقف ضد الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بخصوص التعاون في المسألة السورية. وحتى وزير الدفاع كارتر كان قد أعلن بأن هذا الاتفاق يعتبر خرقا للقانون. وإذا ما وضعنا جانبا التصور عن الولايات المتحدة على أنها دولة ديمقراطية فأنه كان من الممكن القول بأن كل ذلك يمكن أن يذكر وكأنه تمرد على سفينة من طرف المؤسسة العسكرية لأمريكا. وإن البنتاغون قد قام بمحاولة، كما يبدو، تسويف الاتفاق المعلن بين روسيا والولايات المتحدة بشكل مباشر، ووضع حد للتعاون بين واشنطن وموسكو في سوريا حتى قبل البدء بها.
بالإضافة إلى ذلك فإنه يمكن النظر إلى الضربة التي وجهتها قوات التحالف لسوريا على أنها رسالة من طرف الولايات المتحدة للاعبين الآخرين في المنطقة "حول المدى الذي يمكن أن يصل إليه تأثيرنا، وليتذكر جيدا كل واحد قبل أن يقدم على أي فعل غير محسوب ضدنا، حيث يمكننا ارتكاب مثل هذه "الأخطاء.