باريس — سبوتنيك
قالت لوبان في حديث خاص لوكالة "سبوتنيك": "بعد أربعة أشهرٍ من انتصار الخيار السيادي للشعب البريطاني بدأت النتائج الإيجابية تظهر "مشيرة إلى أن الكثير من المحللين والسياسيين توقّعوا بأن يكون مستقبل المملكة المتحدة كارثياً بعد صدور نتائج الاستفتاء، حيث، بنظرهم، ستعمّ الفوضى ويتأثر اقتصاد البلاد سلباً، لكنّ الحقيقة كانت مختلفةً تماماً".
وأضافت:"منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مثلاً، رفعت مؤخراً توقعاتها للنمو في المملكة المتحدة فيما خفّضت توقعاتها لباقي دول الاتحاد الأوروبي".
وشددت لوبان، على أن "كل الأمم التي تريد أن تتجنّب السقوط يجب عليها أن تخرج من الاتحاد الأوروبي بأسرع وقت ممكن".
وعن الإرهاب، أكدت زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسي، بأن الاستنتاج الذي نستطيع أن نتوصّل إليه بسيط جداً بأن الحل الضروري للرد على الإرهاب لا بد أن يكون جذريا ومتمثلا بـ"خروج من منطقة الشينغن" والسيطرة على الحدود.
وقالت لوبان، في هذا الصدد: "الحلّ الذي يجب أن نتّبعه رداً على الإرهاب الإسلامي يجب أن يكون حلاً موجّهاً ومدروساً وصارماً".
وأضافت لوبان أن "هذا الحل يبدأ عبر اعتماد إجراءات جديدة تحافظ على الأمن القومي مثل إعادة السيطرة على حدودنا، والخروج من منطقة الشينغن وطرد كل الجهاديين والمجرمين الأجانب والأئمة المتطرفين من أراضينا وفوراً ".
ونوهت لوبان، "إلى إغلاق المساجد السلفية بالإضافة إلى ذلك، وإلغاء مبدأ حق الجنسية بمسقط الرأس، وإلغاء مبدأ الجنسية المزدوجة وأخيراً تعزيز القانون الجزائي وجعله أكثر قسوةً ضد الجرائم الإرهابية".
وأشارت لوبان: إلى أن "ما تقوم به الحكومة الفرنسية اليوم هو تضميد جرح مفتوح. المعايير والإجراءات التي تتبعها الحكومة غير كافية بتاتاً ولا تنسجم أبداً مع التهديدات التي تواجهها فرنسا".
وأكدت لوبان، أن الحكومة الحالية كما الحكومة السابقة التي كان يديرها اليمين لم تأخذ بعين الاعتبار ولم تقدّر مدى خطورة الوضع وهي ما زالت تستكمل سياستها المجنونة القائمة على فتح الأبواب أمام الهجرة الهائلة التي تشكّل حجر أساس المناطقية والتطرّف.
وعن القرم، قالت أنها تنوي الاعتراف بالقرم إرضاء لروسيا إذا ما تم انتخابها رئيسة للبلاد.
وقالت لوبان، في هذا الصدد: "بالعقل، ومع الأخذ بالاعتبار الوقائع التاريخية التي تبلورت في استفتاء الانضمام، أرى أسبابا تدفعني للاعتراف بالقرم أرضا روسية إذا ما تم انتخابي".
وأضافت لوبان، في تعليق على ما آلت إليه العلاقات الروسية — الفرنسية في الآونة الأخيرة قائلة: "العقوبات الأوروبية، والحصار، وحتى رفض بيع حاملات المروحيات ميسترال إلى روسيا، لا تعارض فقط مصالح فرنسا ولكنها أيضا تقطع الوصل مع تقاليدنا الطويلة الأمد".
وشددت لوبان، على أن هذه العلاقة ضرورية في عالم متعدد الجوانب، وهامة لتفكيك الأزمات الدولية. أنا مصرة بتعلقي في ديمقراطية الدول داخل أوروبا كما خارجها، وأسس هذه الديمقراطية، هي القانون الدولي: "هذه العلاقة ضرورية وهامة في عالم متعدد الأطراف".
وأكدت لوبان، أن هذا القانون، تم تهميشه على حساب المصالح وإرادة بعض القوى والمنظمات، وعلى راسها الولايات المتحدة وحلف الناتو. لا بد لنا من العودة إلى طريق العقل والحكمة والتوازن الذي لطالما كان الخط الثابت في ما يتعلق بسياسة فرنسا الخارجية.
وأعربت لوبان، عن أن الحكومة الفرنسية، فقدت قوتها واستقلاليتها على مستوى السياسة الخارجية، بخضوعها لمصالح بروكسل وواشنطن.
وقالت: "للأسف فرنسا ومنذ فترة طويلة لم تعد تمتلك سياسةً خارجيّة قويّة ومستقلّة".
وأكدت لوبان، على أن "سياساتنا الخارجية أصبحت خاضعةً للمصالح الأمريكية وللمفوضية الأوروبية في بروكسل، أمّا الحكومات المتعاقبة من اليمين واليسار فهي تمارس سياسة الخضوع المستمر".
وتابعت لوبان، معتبرة أن الحكومة الفرنسية في الشان السوري تعتمد الموقف السلبي "فبدل أن تقوم الحكومة الفرنسية بدعم المفاوضات حول سوريا ها هي تقوم بما يخالف الطبيعة حيث تدعم "جبهة النصرة" المنتمية للقاعدة بدل أن تقاتلهم".
وقالت لوبان، بأنه من واجب فرنسا اليوم أن تجسّد وتعتمد طريقاً مختلفاً لكي تعود لسابق عهدها: دولةً تدافع عن سيادة الأمم وعن مبدأ عدم التدخّل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، يجب أن تعود فرنسا لكي تكون قوّةً تجسّد التوازن والكلمة المسموعة والمحترمة.
وخلصت لوبان، إلى القول: "بما يتعلّق بالملف الأوكراني، فلقد انحازت الحكومة الفرنسية لموقف حلف شمال الأطلسي من دون أن تأخذ بعين الاعتبار الوقائع اللغوية والدينية ولا الإطار الجيوسياسي والتاريخي المعقّد في هذا البلد".
هذا وستجرى الانتخابات الرئاسية في فرنسا في 23 نيسان/ أبريل و07 أيار/ مايو 2017، لكن الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي ستكون حاسمة لأن الفائز فيها سيكون الأوفر حظا ليصبح الرئيس المقبل.