وعلقت وزارة الخارجية قائلة، "قبل بضعة أيام فقط — بعد المعلومات "التسريبات" في وسائل الإعلام الغربية، نشرت وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها الإلكتروني جزءا من نص الاتفاقية، ولم يكلفوا أنفسهم العناء ليتفقوا معنا على تاريخ النشر، ومن جانبنا، فإننا ننشر نصوص الاتفاقيات ذات الصلة باللغة الروسية".
وذكر البيان، أن روسيا دعت الولايات المتحدة مرارا إلى نشر كل وثيقة من الاتفاقيات الثنائية حول سوريا تدريجيا، بعد التنسيق حولها بين الجانبين، لكن الطرف الأمريكي كان يعترض على ذلك دوما، "والملفت للنظر أكثر، هو رفض (الولايات المتحدة) تأكيد تعهدها علانية بفصل المعارضين المعتدلين عن "جبهة النصرة" التي هي فرع "القاعدة"، وبالتعاون مع روسيا في استهداف الإرهابيين وأعوانهم الذين يرفضون وقف إطلاق النار".
يذكر أنه في يوم الـ 9 من سبتمبر/ أيلول، اتفق وزراء خارجية كل من روسيا والولايات المتحدة على خطة عمل بشأن سوريا وعلى أساسها تم وقف إطلاق النار في سوريا يوم 12 من الشهر ذاته وإعلان بدء الهدنة ووقف الأعمال القتالية.
وقد استمرت الهدنة أسبوعا، تقريبا، مع وجود بعض الخروقات والانتهاكات من جانب المسلحين، مما أدى في النهاية إلى انهيار الهدنة في يوم الـ 19 من سبتمبر/ أيلول، حيث أعلن الجيش السوري عن بدء الأعمال القتالية ضد الجماعات المسلحة والإرهابيين.
هذا بالإضافة إلى أن موسكو ودمشق قد اتهمتا قوات التحالف الدولي بقيادة الولايت المتحدة بالهجوم على القوات السورية الحكومية في دير الزور والذي اعترفت به واشنطن.
وأكد المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية الروسية، على أن رؤساء كل من روسيا والولايات المتحدة قد اتفقا على الخطوات الرامية إلى استعادة السلام في سوريا و تقديم المساعدة الإنسانية للسكان، وهذا ما انعكس على الاتفاق الروسي — الأمريكي الخاص بوقف إطلاق النار في سوريا.
وفي نفس الوقت، شددت روسيا على موضوع ما يسمى بـ "المعارضة المعتدلة" التي لا تختلف أساليبها عن ما يقوم به كل من "داعش" و"جبهة النصرة" وأنه بدعم تلك المعارضة التي تستخدم لغة السلاح ضد الحكومة الشرعية في سوريا، فإن الولايات المتحدة تعيد نفس الخطأ الاستراتيجي عندما قامت بدعم تنظيم "القاعدة" في حربه مع الاتحاد السوفييتي.
وقد تعهدت الولايات المتحدة بجعل المناطق التي تحتلها المنظمات الإرهابية بأيدي المعارضة السورية، على أساس فك الارتباط بين الجهتين، إلا أن ما حصل هو أن الإرهابين تحصنوا تحت عنوان المعارضة المعتدلة.
وختم البيان بالقول، إن روسيا تعول على أن "تفي الولايات المتحدة، أخيرا، بالتزامها القديم من ناحية الفصل (بين المعارضة والإرهابيين)، لأنه "هناك عدد كبير من الفصائل المسلحة التي تصفها واشنطن بالمعارضة المعتدلة لكنها تقاتل جنبا إلى جنب مع "جبهة النصرة" بل وانسجمت معها على الصعيد العملي…ونحن نعود ونقول إن مغازلة الإرهابيين والتساهل معهم لم يجلب أبدا ثمرات طيبة".