برنامج الحقيقة تناول موضوع الوجود التركي في شمال العراق، واستغراب رئيس الوزراء العراقي على تصريح أردوغان بشأن تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "داعش".
ضيف الحلقة كان الدكتور مزهر الساعدي رئيس مؤسسة مدارك للبحوث والدراسات، والذي تحدث قائلا:
إن رئيس مجلس الوزراء العراقي في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة الدورة 71، كان صريحا وواضحا حين طلب من تركيا سحب قواتها المتواجدة على الأراضي العراقية. فإن جميع الدول المتواجدة الآن في العراق لمساعدة الجيش العراقي في حربه ضد "داعش" جميعها جاءت بطلب من العراق باستثناء تركيا، وكأنها تريد أن تفرض الأمر الواقع في العراق وإحياء اتفاقية 1926 التي عفى عليها الزمن، والتي تخول تواجد القوات التركية في الموصل. بل تركيا تذهب إلى أبعد من ذلك في محاولتها السيطرة على شمال العراق، والمؤسف في الموضوع هو أن تركيا لا ترد على التصريحات العراقية وكأنها تريد فرض واقع حال معين وهذا ما لا يستسيغه العراقيون.
أردوغان يحاول أن يظهر تركيا بمظهر القوي رغم ما مر بها من مصائب. فمعلوم حجم المشكلات الداخلية التي تعانيها تركيا. ورغم كل تلك المشاكل فإن أردوغان يريد القول "إني أستطيع المضي بتركيا كلاعب فاعل في المنطقة، ولذلك علي أنا ان أقرر والباقي ينفذون"، إلا أن ذلك قد يصدق في الشأن الداخلي التركي، أما أنه يريد أن يعيد إنتاج تركيا العثمانية مرة أخرى على حساب الدول، فإنه هنالك أمم متحدة واتفاقيات دولية لا تسمح بذلك، وحتى الولايات المتحدة عبرت ولأكثر من مرة عن أن مسألة تحرير الموصل هي شأن عراقي داخلي.