وكان فلسطيني قد أطلق النار صوب مجموعة من الإسرائيليين من داخل سيارته، الأحد، في شارع الشيخ جراح في مدينة القدس بواسطة سلاح آلي من نوع "M — 16"، مما أدى إلى مقتل إسرائيليين وإصابة ثمانية آخرين، قبل أن تطلق القوات الإسرائيلية النار صوبه، وتقتله.
الخبير العسكري الفلسطيني واصف عريقات، توقع أن تحفّز عملية إطلاق النار في القدس الشباب الفلسطيني على تنفيذ مزيد من العمليات، فيما لا تزال عوامل "انتفاضة القدس" قائمة.
وقال عريقات في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن "عملية القدس نُفذت في مربع أمني حساس لدى إسرائيل، وشكلت ضربة قوية للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وفشلا لعملية تضييق الخناق على الفلسطينيين خاصة في مدينة القدس".
وأكد أن عملية القدس جريئة واستطاعت تحقيق أهدافها من الناحية العسكرية والأمنية، مشدداً على أن السلطات الإسرائيلية ستضاعف طوقها الأمني على مدينة القدس، وستزيد من حملات الاعتقالات والمضايقات بحق الفلسطينيين.
من جهته توقّع المحلل الإسرائيلي آفي زخاروف، أن تدفع عملية القدس بالكثير من السلاح إلى الشوارع، وذلك في محاولة لمحاكاة العملية التي نفذها الفلسطيني مصباح أبو صبيح في شارع الشيخ جراح بالقدس، بهدف إلحاق أكبر الخسائر في الجانب الإسرائيلي.
وأوضح أن العمليات الفلسطينية انتقلت من فتيان يحملون سكاكين ويهاجمون الجنود الإسرائيليين، إلى استخدام أسلحة نوعية وليست مصنعة يدوياً، في إشارة لسلاح "M — 16" الذي استخدمه منفذ العملية.
بدوره أكد المحلل الإسرائيلي رون بن يشاي، أن عملية القدس ستشكل نقطة تحول لباقي المنفذين المفترضين، وأنها أعطت دفعة جديدة للانتفاضة الفلسطينية التي دخلت عامها الثاني.
ونوّه إلى أن "طبيعة تنفيذ العملية تؤكد على مستوى تدريب عال، وقدرة قوية على استخدام السلاح"، مطالباً القيادة الإسرائيلية بالعمل على نزع السلاح بشكل كامل من المناطق الفلسطينية، كي لا تشكل تهديدا محتملا وقريبا على حياة الإسرائيليين.
الجدير بالذكر أن "انتفاضة القدس" اندلعت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول لعام 2015، بسبب السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، إضافة إلى استمرار المشروع الاستيطاني الاسرائيلي في الأرض الفلسطينية.
وبحسب المصادر الإسرائيلية فقد ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين جراء العمليات الفلسطينية منذ بداية "الانتفاضة" إلى 43 إسرائيليا.