أربعة أيام من التدريب المكثف والمتواصل للاعبي السيرك الفلسطينيين مع الوفد الإيرلندي، كانت كافية لتنتج عرضاً غاية في الجمال والاتقان، حيث تخللت العرض ألعاب خفة وسيرك، إضافة إلى بعض الألعاب البهلوانية، وكان الختام بالدبكة التراثية الفلسطينية مع مجموعة من الأطفال.
محمد عبيد أحد أعضاء فرقة السيرك الفلسطيني، يقول إن هذه التجربة ليست الأولى من نوعها، حيث زارت عدة وفود أجنبية قطاع غزة، وبعد أن تلقى الفريق الأساسيات الأولى في فنون السيرك، حان الوقت لكي يتقن المراحل المتقدمة.
وأوضح عبيد في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن هذا العمل كان بالشراكة مع مدرسة غزة للسيرك، ومدرسة إيرلندية بدعم من الحكومة الإيرلندية، حيث استفاد الفريق بشكل كبير على مستوى البناء الجسماني وتقنية العروض، والفكر والثقافة، من أجل رفع المهارات الرياضية الإبداعية في قطاع غزة.
ونوّه إلى أن الفريق المشارك في العروض بذل كل طاقة في أقصر وقت من أجل الظهور بشكل يليق بهم، موضحاً أن "الحصار الإسرائيلي منع فريق السيرك من المشاركة في العديد من العروض خارج قطاع غزة، بسبب التضييق الإسرائيلي على الحركة وإغلاق المعابر".
ولفت إلى أن المدربين أصروا على الوصول إلى قطاع غزة، وتدريب الفريق بأقل الإمكانيات الموجودة في المقرات، مشيراً إلى أن "هذا العرض يعد الأول من نوعه في فكرته، حيث استخدم العديد من الأفكار التي لم تعرض من قبل في قطاع غزة".
وأضاف: "العديد من المؤسسات تعاقدت معنا من أجل الاستمرار في هذه العروض، التي سنحاول أن نصل بها إلى الأطفال والمدارس من أجل زرع البسمة والفرح في قلوبهم للتخفيف عنهم"، داعياً الجهات الغربية والوفود إلى تكثيف جهودها للوصول إلى قطاع غزة لإظهار الجانب المشرق في هذه المدينة بعيداً عن الحروب والدماء.
من جانبه قال مدرب السيرك الإيرلندي هينرك لـ"سبوتنيك"، إنه سعيد أنه وصل إلى قطاع غزة، وساعد في تعليم الشباب فنون السيرك والرياضة.
وأضاف، "نريد أن نظهر الجانب المشرق والجميل لغزة، ولا نريد أن نرى فقط صور الدمار والقصف والحرب، فيجب أن يكون هناك جانب للحياة، وغزة مليئة بالحياة".
من جهته قال أحمد أبو عواد، أحد حضور عرض السيرك، إنه استمتع جداً بمشاهدة شباب من غزة يؤدون فنون السيرك والأكروبات بصورة جميلة، تضاهي مهارات اللاعبين العالمين.
وأكد أبو عواد في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن غزة تحتاج إلى تسليط الضوء على المواهب الدفينة فيها، مشدداً على "وجود آلاف الفنانين والمواهب الرائعة التي تحتاج إلى من يظهرها ويكتشفها ويعرضها إلى الناس".
وحثَّ بدوره كافة الفرق الأجنبية على زيارة قطاع غزة، من أجل التأكيد على كسر الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من عشر سنوات أولاً، وثانياً لتدريب الشباب على مختلف فنون السيرك والرياضة، وتعزيز التبادل الثقافي.
يشار إلى أن مدرسة غزة للسيرك، قامت عليها مجموعة من الشباب بجهود فردية، وتوسعت شيئاً فشيئاً لتضم عددا أكبر من اللاعبين، الذين يطمحون إلى المشاركة الدولية، وتمثيل فلسطين في هذه الرياضة.