وقالت العبيدي، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، إنه في حالة التأكيد من صحة هذه الوثائق التي أعلنت عنها الشبكة، ومن المنتظر نشرها الأسبوع المقبل كاملة، فإنه يجب على جميع الجهات القانونية والداعمة لحقوق الإنسان، التحرك على الفور لمقاضاة الولايات المتحدة في المحافل الكبرى، وأمام المحكمة الجنائية الدولية.
وأضافت عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، أنه "إذا ثبتت صحة هذه الوثائق، عن استخدام أمريكا لهذه المادة القاتلة والمحرم استعمالها، والتي ينص قانون المحكمة الجنائية الدولية على تحريم استخدامه، كما يعتبره الإعلان العالمي لحقوق الانسان استخدامه جريمة حرب، فإن هناك ضرورة لمقاضاة الولايات المتحدة الأمريكية".
وتابعت "الخطوة الأولى هي التأكد من صحة هذه الوثائق، فبالتأكيد هذا السلاح قد ترك أثاراً، تدل على استخدام الولايات المتحدة له، وبعدها تبدأ المنظمات الدولية والمؤسسات القانونية مقاضاة الجهة التي استخدمت هذا السلاح، مستخدمين القوانين الدولية وموادها التي تحرم استخدام مثل هذه الأسلحة السامة والقاتلة ضد المدنيين".
وأوضحت العبيدي أنها لا تتوقع أن تقدم الحكومة العراقية على مثل هذه الخطوة، أي مقاضاة الولايات المتحدة على استخدامها لليورانيوم المخصب، ولكنها تتوقع أن تتولى هذه الدعوى المنظمات العراقية والدولية والمؤسسات القانونية وبعض المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، بالإضافة إلى بعض المواطنين العراقيين الذين تضرروا من الأمر بأنفسهم.
واستبعدت عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، أن يستجيب المجتمع الدولي لمثل هذه التقارير، ويدين الولايات المتحدة بتهمة ارتكاب جرائم حرب، بدون ضغوط كبرى، موضحة أن هذه الضغوط تتمثل في الإصرار من جانب المنظمات الدولية على مقاضاة أمريكا، بجانب تركيز الضوء إعلامياً على القضية وتحويلها إلى قضية رأي عام.
وكانت "شبكة المعلومات الإقليمية المتكاملة" كشفت عن وجود وثائق حصرية تؤكد استخدام الطائرات الأمريكية سلاح اليورانيوم المخصب، ضد ما يوصف بـ "أهداف سهلة" خلال غزو العراق في العام 2003، وقالت إن تلك المعلومات الحصرية التي حصلت عليها سيتم عرضها الأسبوع المقبل.
ورغم عدم وجود دراسات دقيقة لتبيان الآثار البعيدة لليورانيوم المخصب، إلا أن الحقائق العلمية تشير إلى أنه يحوي تأثيرا إشعاعيا أقل من اليورانيوم العادي، ولكنه يتضمن مواد كيميائية سامة تمس بصحة الإنسان عند الاحتكاك المباشر بجسده.
وبحسب الوثائق فإن "طائرات أمريكية من طراز "ايه 10" شنت ألفا و116 غارة، استهدفت "أهدافا سهلة" كالسيارات والشاحنات ومواقع عسكرية، بأسلحة تحوي اليورانيوم المخصب ما بين شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل من العام 2003، موضحة أن اليورانيوم المخصب استخدم أكثر من 300 ألف مرة في العام 2003 في العراق.