وبحسب "هافنغتون بوست"، كشفت دراسة أن غياب الوالدين أثناء فترة الطفولة المبكرة (فترة الحضانة وما قبلها) مرتبط بانحراف الأطفال ولجوئهم إلى التدخين حتى قبل وصولهم لسن المراهقة.
فيما يعتقد الباحثون أن الروابط بين غياب الوالدين والتدخين المبكر تتخذ عدة نطاقات مثل غياب رقابة الوالدين على الأطفال، والتداوي الذاتي من الظروف التي يمرون بها في تلك الفترة، أو اتباع أساليب غير صحية وغير سليمة للتكيُّف مع الواقع.
ويرى الباحثون أن النتائج قد لا تكون غير متسقة حتى بعد وضع افتراضات بشأن عوامل مؤثرة أخرى في الحسبان، مثل تعليم الوالدين وثقافتهما، وانتماءاتهما العرقية، وسن الأم عند بداية الأمومة، أو تدخينها أثناء فترة الحمل.
بينما لفتت الدراسة UK Millennium Cohort Study التي أجريت بالتقصَّي عن صحة 19 ألف طفل وُلدوا ما بين عامي 2000 و2002 أن جنس الطفل إذا ما كان ذكراً أم أنثى، وسن الطفل تزامناً مع غياب الوالدين لأول مرة، وهوية الغائب من الوالدين سواء أكان الأب أو الأم، لا يؤثر على النتائج.
كما وجدت الدراسة أن الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم بسبب الموت أقل عرضة للجوء لهذا السلوك عند وصولهم لسن الحادية عشرة، من أولئك الذين عانوا من غياب أحد الوالدين لأسباب أخرى.
ويرى الباحثون أن ما توصَّلوا إليه وما نتج في دراسات أخرى بالمجال نفسه، يؤكد أن السلوكيات الصحية في مقتبل العمر تحدد أنماط حياة الأشخاص فيما بعد.
من جانبها، قالت سارة ماكمولين، رئيسة قسم المعلومات بمؤسسة National Childbirth Trust للنسخة الأسترالية من "هافينغتون بوست" تعليقاً على النتائج: "يذكِّرنا هذا البحث بأهمية صب تركيزنا على دعم وتعزيز العلاقة بين الوالدين، وبين الوالدين وأطفالهما مهما كانت ظروف الأسرة أو تشكيلها".
وتضيف: "تدريب الوالدين على الحفاظ على سلامة العلاقة الأسرية بينهما يمكِّنهم من التعامل بشكل أفضل مع التحديات التي تواجههم كوالدين، والتفاعل مع طفلهم بحساسية مما يدعم نمو الطفل عاطفياً، وإدراكياً، وجسدياً".
كما تتابع: "قد تكون الظروف المحيطة والعمل على تقليل الأثر طويل المدى لتلك الظروف على السلوكيات الصحية أمراً في غاية الضرورة".