الوقت كالسيف
نشرت وكالة "سبوتنيك" الدولية للأنباء مقالة للمحرر السابق في مكتبها في واشنطن بيل موران والذي شغل منصبه من شهر شباط/فبراير حتى شهر تشرين الأول/أكتوبر.
وتحدث الصحفي كيف أنه في العاشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر (كان يوم عطلة في الولايات المتحدة) نشر مقالاً له على موقع "سبوتنيك" بالاعتماد على التغريدات على شبكة التواصل الإجتماعي "تويتر" دون الرجوع إلى المصدر "ويكيليكس" للتحقق من صحة هذه التغريدات.
وفي المحصلة تم نشر المقال على موقع "سبوتنيك" يتحدث عن فضيحة دارت حول بنغازي وينسب (بالخطأ) كتابة إحدى الرسائل التي تناولت هذه الفضيحة إلى الصحفي والمستشار السياسي الأمريكي سيدني بليومينتال الذي كان منذ عام 1997 ولغاية عام 2001 مساعداً للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وبعدها عمل كثيراً مع قرينته هيلاري كلينتون المرشحة الحالية لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وحسب ما قاله بيل موران إنه فهم الخطأ الذي وقع فيه وقرر أن يحذف المقالة التي ظلت منشورة على الموقع لمدة 19 دقيقة، وقرأها حوالي الألف شخص.
رد غير لائق
وتبين فيما بعد أن الصحفي الأمريكي المعروف كورت ايهينفالد الذي تنشر مقالاته في جريدة "واشنطن بوست" ومجلة "نيوزويك"، كان بين أولائك القراء القلائل نسبيا الذين اطلعوا على مقالة بيل موران على الموقع خلال الفترة المذكورة، خاصة وكان هذا الرجل وليس سيدني بليومينتال صاحبا لتلك الرسالة وغيرها من الرسائل المنشورة على موقع "ويكيليكس" التي تناولت الفضيحة المرتبطة بأحداث القنصلية الأمريكية في بنغازي في 11 سبتمبر 2012 واسم هيلاري كلينتون (وزيرة الخارجية وقتذاك).
وبعد ساعات قليلة ظهر عنوان عريض على موقع "نيوزويك" كتب فيه ايهينفالد "أعزائي ترامب وبوتين، أنا لست سيدني بليومينتال "، مدعيا أن وكالة "سبوتنيك" المدعومة من الكريملين"، على حد قوله، تقوم بادخال تعديلات على تسريبات "ويكيليكس" ومن ثم ترسلها إلى مقر المرشح ترامب الانتخابي.
وقد قام الصحفي بيل موران بالتواصل مع صاحب العلاقة كورت ايهينفالد عن طريق "تويتر"، موضحا له أن اسم سيدني بليومينتال ظهر في مقالته المنشورة في 10 أكتوبر/تشرين الأول على موقع "سبوتنيك" بالخطأ. ولكن ردة فعل كورت ايهينفالد كانت غريبة حيث قام بحظر بيل ورفض التواصل معه.
وفي إدارة موقع "نيوزويك" رفضوا إجراء أية تعديلات على مقالة كورت ايهينفالد التي نشرت ردا على الخطأ غير المقصود وليس انطلاقا من مبدأ سياسة وكالة "سبوتنيك" التحريرية أو النية السيئة.
وقد قام الزملاء بدعم الصحفي بيل موران وأبدوا استيائهم من الصحفي ايهينفالد الذي رفض إدخال تعديلات على مقالته التي تهاجم وكالة "سبوتنيك"، وعدم استماعه إلى شروحات بيل موران.
October 12, 2016
عرض قابل للرفض
بعد كل ذلك وافق ايهينفالد على مقابلة موران، المحرر السابق لمكتب "سبوتنيك" في واشنطن، وقال موران إن اللقاء استمر لأكثر من ساعة وبدا له أن ايهينفالد تفهم المسألة. إلا أن الأخير رفض نشر أي شيء يوضح قصة ارتكاب الخطأ والرد عليه، بل وعرض على موران بدلا من ذلك وظيفة مغرية في جريدة "ذا نيو ريبوبليك".
وقال موران إن هذا العرض أتى بمثابة "رشوة".
وفي رسالته الأخيرة إلى موران حاول ايهينفالد أن يقدم "نصيحة" له بأنه إذا قام بنشر كل ما حصل فإن مثل هذه الخطوة ستكون بكل بساطة بمثابة نهاية عمله المهني ويجب تقبل هذا "ليس كتهديد وإنما كحقيقة".
بوتين وقهوة الصباح
غير أن موران عاد إلى هذا الموضوع مرة خرى من منطلق شرفه الصحفي وأوضح في مقالة له أن وكالة "سبوتنيك" لا تتلقى التعليمات من الكريملين. "أنا لا أتحدث إلى الرئيس الروسي ولا أشرب معه القهوة الصباحية. صحيح أن الإعلام الروسي يتلقى الدعم المالي من الحكومة ولكن لم يمل علي أحد نهائيا ما يجب علي كتابته على موقع "سبوتنيك"، مذكرا بأنه كتب 813 مقالة لوكالة "سبوتنيك".
موران واثق من أنه بعد نشر مقالته التوضيحية حول طبيعة غلطته الوحيدة سوف تنهال الانتقادات عليه في الوسط الإعلامي الأمريكي، وعلى الرغم من هذا فإن الصحفي متأكد من أنه سلك الطريق الصحيح.