تأتي تلك الدعوى القضائية، التي تزعم أن شركة سامسونغ علمت منذ سنوات أن تقنياتها خطيرة، بالتزامن مع سحب 1.9 مليون هاتف ذكي من طراز Galaxy Note 7 على نحو مُحرج للشركة العالمية، بعدما تبين أن بطارية ليثيوم أيون المُزوّدة بالأجهزة تلتقط النار، وفقاً لما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، 19 أكتوبر/تشرين الأول، وفق صحيفة الغارديان.
ترجّح الدعوى التي قُدِمت إلى محكمة أميركية في ولاية كاليفورنيا، الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول، أن الأعطال التقنية تتجاوز هاتف جالكسي Note 7، وأن شركة سامسونغ "اختارت إخفاء المُشكلة عن الجمهور، رغم معرفة الخطر الذي يمكن التنبؤ به، إذ إن الهاتف قد ترتفع حرارته أو يحترق و يُدمّر من الداخل، مما يشكل خطر وقوع أضرار خطيرة أو إصابات".
يقول فرانك بيتري، محامي براندون كوفيرت وزوجته جينفر، اللذين يُزعم أنهما تعرّضا لانفجار هاتف S6 Active، إن "مشكلة سلسلة هواتف 7 هي مجرد جزء ضئيل من واقع أكبر".
بحسب الدعوى؛ فإنه في يوم 2 أغسطس/آب، وحوالي الساعة الثانية صباحاً، كان الزوجان وابنتهما الرضيعة بولاية كاليفورنيا نائمين عندما حدث "انفجار مدوٍ، يشبه طلقةً نارية"، وكان هاتف S6 Active يحترق فوق طاولة الملابس "مُشعلاً اللهب بارتفاع 5 بوصات، وسرعان ما ملأ الغرفة بالدخان".
وحاول براندون البالغ من العمر 32 عاما إطفاء الهاتف بقميص، ولكن الحريق استمر في التأجج و"بدأت مادة رغوية تشبه الأحماض في التطاير من الهاتف"، بحسب ما نصّت الدعوى، ثم أمسك براندون بالهاتف وركض إلى المطبخ وغمره بالماء.
وأضافت الدعوى أن "ما تبقى من الهاتف كان كتلة ملتوية من المعدن والبلاستيك والزجاج، إلى جانب لحم براندون المنصهر".
وقال محامي الأسرة في حديثه لصحيفة الغارديان إن "هناك جزءاً مادياً من الدعوى وهو الحروق الشديدة، ولكن هناك أيضاً الصدمة العاطفية التي تركت أثراً عليه وعلى زوجته، بالاعتقاد في أن ما تظنه هاتفاً لا يمكن كسره قد يصبح قنبلة في منزلك.. وهذا هو أسوأ كابوس".
وقد تسبب أكثر من 90 هاتف من طراز Note 7 في وقوع أضرار ومُشكلات استمرّت حتى بعدما قامت الشركة بسحب واستبدال بعض هواتفها، وهو ما أدى إلى سحب الهواتف على نطاق أوسع، وتم حظر هاتف Note 7 على متن طائرات العديد من الخطوط الجوية، مما أجبر الشركة على فتح منافذ في المطارات، كي يتمكن أصحاب الهواتف من تبديلها أو استعادة أموالهم قبل الصعود على متن الطائرة.
وتحدث العديد من أصحاب هواتف Note 7 مؤخراً إلى صحيفة الغارديان، وأشاروا إلى أن الشركة أخفقت في تعويضهم بشكل ملائم أو مُساعدتهم على التعافي من الأضرار التي لحقت بهم.
وتشمل الدعوى التي تقدّم بها كوفيرت بلاغات أكثر من 30 مُستخدماً، يعود تاريخها إلى عام 2011، مما يزيد عدد المخاوف بشأن إصدارات هواتف سامسونغ الأقدم.
وقالت الدعوى إنه في أغسطس/آب 2011؛ أبلغ أحد المُستخدمين أن هاتفه من طراز Intensity phone قد أصبح "ساخناً بدرجة لا تُصدّق" أثناء شحنه، وقال "لو أن الهاتف كان في جيبي آنذاك أو على جسدي لحرقني"، وقال آخر في العام نفسه أن حرارة هاتفه من طراز Acclaim R880 قد ارتفعت بشكل مفاجيء في جيبه، وأحرقت ساقه وتسببت في أن يسقط المُستخدم سرواله.
كما ذكرت البلاغات أيضاً مُشكلات مع إصدارات Galaxy S2، Galaxy Tab 2،Galaxy Tab 3 ، Galaxy S3،Galaxy S4 Active ،Galaxy S5 ، Galaxy S6 ، وGalaxy S6 Edge.
وقال جين ستونبارجر، وهو مُحامي آخر للأسرة إنه "كلما تقدمت البطاريات وأصبحت أكثر قوّة، صارت العواقب أكثر خطورة"، وأضاف أن هذه المعلومات تم التستر عليها ولم تُعلن من قِبل شركة سامسونغ، وأنهم بشكل واضح على وعي بخطر هواتفهم الذي هو أبعد من Galaxy Note 7.
وقالت الدعوى التي تطالب بالتعويض عن الأضرار غير المحددة "كرائحة الأبخرة السامة والمعادن المحروقة، واللحم المحترق، والدخان الذي ملأ غرفة نوم كوفيرت وجعلها غير صالحة للسكن لعدة أيام بعد الانفجار".
وقال جين إن قضية كوفيرت وشكاوى المُستخدمين السابقة تشير إلى أنه يجب سحب مُنتجات سامسونغ على نحو أبعد وأن تخضع سامسونغ لتحقيق حكومي موسع.
وأضاف أن "الناس لا ينبغي عليهم أن يضطروا للعيش في رعب بأنهم يتجولون بصحبة قنبلة موقوتة".
وأشارت الغارديان إلى أن المتحدث باسم شركة سامسونغ قد امتنع عن التعليق.
المصدر: وكالات