أموال العاهل المغربي ذهبت لحساب "مؤسسة كلينتون" التي كانت تديرها شخصياً آنذاك، ولمبادرة كلينتون العالمية (CGI)، وفقاً لما جاء بالرسالة التي يرجع تاريخها إلى 18 يناير/كانون الثاني 2015، وقد سربت ضمن آخر دفعة اتصالات أجراها رئيس الحملة الانتخابية لكلينتون، جون بوديستا. وفق ما ذكر موقع Daily Caller.
ذلك البريد الإلكتروني من "هوما عابدين"، نائبة كبير موظفي وزيرة الخارجية الأمريكية، قد أرسل إلى بوديستا، ومدير الحملة روبي موك.
ويقال إن سنغافورة وهونغ كونغ كانتا تتنافسان أيضاً على عقد اجتماع مبادرة كلينتون العالمية في بلدانهم، لكنه أقيم في نهاية المطاف في فندق 5 نجوم بمدينة مراكش عام 2015، وقالت هوما لبوديستا وموك إن المغرب لم يكن الاختيار الأول للمبادرة العالمية لكلينتون.
وكانت كلينتون داعمة بشدة للملك المغربي أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية، كما منح بنك الاستيراد والتصدير التمويلي الأمريكي شركة التعدين المغربية ضمان قرض يبلغ 92 مليون دولار أمريكي، خلال تولي كلينتون وزارة الخارجية.
وساهمت شركة التعدين أيضاً بما يتراوح بين 5 و10 ملايين دولار أمريكي لحساب مؤسسة كلينتون، وفقاً للموقع الرسمي للمؤسسة.
ووصفت هوما ذلك التدبير في البريد الإلكتروني بأنه شأن تم تنظيمه من قِبل رئيستها، فقالت لبوديستا وموك إن هيلاري كلينتون "خلقت هذه الفوضى، وهي تعرف ذلك".
وأشارت إلى أن الصفقة المغربية كانت مبنية بالكامل على رغبة رئيستها، فقالت: "لقد كانت هذه فكرة كلينتون، وقد تواصل مكتبنا مع الجانب المغربي، وهم يعتقدون بنسبة 100% أنهم فعلوا ذلك بناءً على طلبها، وقدّم الملك شخصياً مبلغ 12 مليون دولار لمؤسستها ولدعم الاجتماع".
وأشارت هوما إلى أن حضور كلينتون فعالية المبادرة كان مشروطاً بتقديم ذلك المبلغ. فقالت: "فقط لإعطائك فكرة عن سياق الأحداث، الشرط الذي وافق لأجله المغربيون على استضافة الاجتماع كان مشاركة كلينتون".
يذكر أن هيلاري كلينتون قد زارت المغرب مرتين، في نوفمبر/تشرين الثاني 2009، وفبراير/شباط 2012، والتقت بالملك في كلتا المناسبتين، كما التقت به في نيويورك، ديسمبر/كانون الأول عام 2013، ويُعتقد أن تلك المناقشة الثنائية كانت محاولة لترشيح المغرب لاستضافة اجتماع مبادرة كلينتون العالمية، ولتبرع الملك بمبلغ 12 مليون دولار.
ووصفت صحيفة Moroccan World News المغربية الاجتماع آنذلك بأنه يبدي "الصداقة المتجددة بين العائلة المالكة وعائلة كلينتون، وكذلك احترام هيلاري كلينتون للمغرب وشعبها".
في نهاية المطاف، لم تحضر كلينتون الاجتماع لأنه كان قريباً من موعد إطلاق حملتها الانتخابية، إلا أن الرئيس السابق وابنته تشيلسي كانا هناك وتمت استضافتهما بأحد قصور الملك المغربي.