وبحسب ما نشرت "بي بي سي"، فقد أفاد الباحثون الأمريكيون الذين أشرفوا على الدراسة أن حقن الهرمون أثبت فاعلية بنحو 96 % في الاختبارات التي أجريت على حوالي 270 رجلا استخدموه، وظهر الحمل على أربعة نساء فقط من شركائهم.
ويدرس الباحثون منذ نحو 20 عاما إمكانية التوصل لوسائل منع حمل باستخدام الهرمونات للرجال.
وظل العلماء يبحثون عن وسيلة فعالة لإضعاف إنتاج الحيوانات المنوية دون التسبب في آثار جانبية سلبية أو آثار لا يمكن تحملها.
ولأن الرجال ينتجون الحيوانات المنوية باستمرار، فإن هناك حاجة لمستويات عالية من الهرمونات لتقليل مستويات الحيوانات المنوية الطبيعية من أكثر من 15 مليون لكل ملليلتر إلى أقل من مليون لكل ملليلتر.
اضطراب الحالة المزاجية
ونُشرت هذه الدراسة في مجلة "علم الغدد الصماء السريرية والأيض" ونشرتها أيضا جمعية الغدد الصماء.
وأجريت الدراسة على رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاما كانوا أقاموا علاقات كل منهم مع زوجة واحدة لنحو عام على الأقل، ووافق شركاؤهم من النساء على المشاركة في الدراسة.
وفُحصت أعداد الحيوانات المنوية للرجال في بداية الدراسة لضمان أنها طبيعية.
وأعطي بعد ذلك حقن لاثنين من الهرمونات (هما هرمون البروغسترون، ونوع من هرمون التستوستيرون) للرجال كل ثمانية أسابيع وجرى مراقبتهم لنحو ستة أشهر حتى تراجع عدد حيواناتهم المنوية لأقل من مليون.
وطُلب منهم بعد ذلك الاعتماد على الحقن الهرموني الذي استمروا في تناوله لنفس الفترة، لكونه وسيلة منع الحمل الوحيدة خلال المرحلة التي تظهر فيها فاعليتها خلال الدراسة، والتي استمرت لنحو عام.
وبمجرد أن توقفوا عن تناول حقن الهرمونات جرى مراقبة الرجال لمعرفة مدى السرعة التي تعافت خلالها حيواناتهم المنوية واستعادت أعدادها الطبيعية.
ولم يتمكن ثمانية من الرجال من استعادة الأعداد الطبيعية لحيواناتهم المنوية بعد عام من انتهاء الدراسة.
وقال الدكتور ماريو فستين من منظمة الصحة العالمية في جنيف، والذي أجرى الدراسة إن "هذه الدراسة خلصت إلى أنه من الممكن أن يكون للرجال هرمون لمنع الحمل يقلل من مخاطر حالات الحمل غير المخطط لها في (النساء) شركاء الرجال الذين يستخدمونه".
ولم يستعن الباحثون بمشاركين جدد عام 2011 بعد أن أثيرت مخاوف بشأن الأعراض الجانبية مثل الاكتئاب واضطرابات المزاج، بالإضافة إلى آلام العضلات وحب الشباب.
ودفعت هذه الآثار الجانبية 20 رجلا إلى الانسحاب من الدراسة، وهي الآثار التي تحدث عنها عدد كبير آخر ممن خضعوا للدراسة.
حاجة لم تُلب
وقال الدكتور فستين إن باحثين آخرين بدأوا دراسة الجمع بين مستويات مختلفة من نفس الهرمونات ووسائل مختلفة لنقلها للجسم مثل المواد الهلامية (الجل).
وأضاف: "كانت هذه خطوة في رحلة طويلة للوصول إلى التركيبة المناسبة لهرمونات منع الحمل للرجال".
وقال آلان بيسي، أستاذ أمراض الذكورة بجامعة شيفيلد: "من المؤكد أن هناك حاجة لم تُلب للتوصل لوسيلة منع حمل فعالة للرجال، على غرار وسائل منع الحمل الهرمونية للنساء."
وأضاف: "مع ذلك، فإن جميع المستحضرات التي جرى تطويرها واختبارها حتى الآن لم تتحول إلى حقيقة قابلة للاستخدام لسبب أو لآخر".
وأوضح أن وسائل منع الحمل في هذه الدراسة "فعالة للغاية، وبالتالي فهي واعدة"، وأن عدد الآثار الجانبية لها اعتبرت مثيرة للقلق.
لكنه أضاف: "من الجدير بالذكر أن 75 % من الرجال الذين شاركوا في هذه التجربة سيكونون على استعداد لاستخدام هذه الطريقة لمنع الحمل مرة أخرى، ولذا ربما كانت الآثار الجانبية ليست بهذا السوء على الإطلاق".