وأوضح اللــواء الحسن أن سوريا تآمر عليها العالم دون مبررٍ ، وهي وطن الصفاء والمحبة والإخاء ، في إطارٍ بديعٍ من الأطياف الاجتماعية المؤتلفة والمنسجمة في إطار الوحدة الوطنية ، من هنا كانت سوريا جديرةً بالتضحيات التي يقدمها جيشها وأبناؤها وهي بلدٌ يستحق العيش والبقاء والتمتع بالحرية وهذه الحقيقة قد باتت حقيقةً يسلم بها كلُ عاقلٍ يعرف طبيعة سوريا وتماسك نسيجها الاجتماعي.
ومما يؤسف له أن بعض السوريين خُدعوا بشعارات الإسلاميين القذرين الذين فوجئوا بقوة وصلابة الوحدة الوطنية في سوريا فأخذوا يعملون على تفتيتها من خلال دعم أصحاب التطرف والذي كان للقاعدة والوهابية السعودية دورٌ أساسٌ فيه ، ومن هنا انطلقوا وبدؤوا بالتفتيت ، وللأسف بعض الغوغائيين السوريين شاركوا هؤلاء الراديكاليين المتطرفين الإسلاميين القذرين ، وانخرطوا فيما زعموا أنه ثورة في عام 2011 ، وكان ذلك بدعم من النظام القطري المرتبط دينياً بالإخوان المسلمين الممثلين بشيخ الفتنة والتحريض المذهبي والطائفي البغيض يوسف القرضاوي ومن حذا حذوه ، وكان يخدم بالفتاوى التي يصدرها التطرف الإسلامي والتطرف اليهودي اللذين التقيا على صعيدٍ واحد يتمثل في تفتيت سوريا، ويحق لنا أن نسأل مامبرر أن تتعاون "جبهة النصرة" مع إسرائيل في مداواة الجرحى من بداية الأزمة حتى اليوم ، كما أن تنظيم "داعش" الإرهابي تمكن من الاستيلاء على بضع كيلومترات من الأراضي السورية على الحدود السورية بهضبة الجولان دون أن تُحرك اسرائيل ساكناً فما معنى هذا ؟
هذه مسألة كبيرة هراطقة العالم اجتمعوا وبدؤوا بتوزيع الأدوار لتقسيم سوريا وزيادة الغليان فيها ولنا أن نسأل أيضاً ما معنى أن تجتمع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأمريكا والسعودية وإسرائيل على تمزيق سوريا رغم مصالحهم إلا أنهم التقوا على تدمير سوريا كم عظيمةٌ هي سوريا حتى يجتمعَ كل هؤلاء بادعاءاتهم أنهم أصدقاء سوريا ، لو أنهم بالفعل أصدقاء حقيقيون لعملوا على وأد الفتنة ، هذا هو واجب الأصدقاء وليس واجبهم تأجيجها تحت أسماء وشعارات مختلفة ، أنا أعتقد أن الأوروبيين سيكونون الأكثر تضرراً إذا انهارت سوريا الحديثة والمنفتحة والصادقة الممثلة برئيس شاب ومنفتح ، أنا متأكد أن أوروبا وحتى أمريكا سيدفعون ثمناً باهظاً إذا انتصر هؤلاء القذرون لا قدر الله ولن ينتصروا ، إنهم بذلك يشبهون الراعي الذي يربي ذئباً في منزله، هذا الذئب سوف ينقلب ويأكل الغنم ، هذا هو واقع حال المتطرفين القذرين في سوريا.
سبوتنيك: منذ عشر سنوات هل كنت قط تتخيل أنه يمكن أن يحدث ما حدث في سوريا؟
لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك بهذا الشكل الكبير ، لأنني كنت أقاتل التطرف تحت الأرض في عصر الرئيس حافظ الأسد وكنت حينها ضابطَ أمنٍ برتبة ملازم أول ، تلقى المتطرفون ضربةً موجعةً في الثمانينات ، وكانت شبه قاضية..خاصة في حماة..كنت آنذاك فتىً في مقتبل العمر كان قراراً حكيماً بتوجيه تلك الضربة إلى الإرهاب ، ونحن في هذه المرحلة لو حسمنا الموقف منذ البدايات لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه ، وأضرب مثالاً على ذلك ما جرى في ساحة الطلاب في الصين ، فلو لم تحسم الدولة الصينية يومها فوضى الطلاب لضاعت الصين وضيعها الغرب.
سبوتنيك: لو كان الرئيس حافظ الأسد على قيد الحياة في هذه الأيام ماذا كان فعل؟
لا أستطيع تخمين ماذا كان سيفعل إلا أن كل شخصٍ له ظرفه الخاص، والرئيس بشار الأسد واجه وتحمل متاعب كثيرة أكثر من التي واجهها وتحملها الرئيس الراحل حافظ الأسد ، ماتحمله السيد الرئيس بشار الأسد أقسى وأصعب مما تحمله الرئيس الراحل حافظ الاسد.
سبوتنيك: أستنتج من كلامك أنك تؤيد استخدام نفس التكتيك الذي صار في حماة بالثمانينيات أن ينفذ في كل مناطق سوريا؟
على العكس تماماً تعاملهم مع دولة مستقلة ذات مقدرات اقتصادية خيرٌ لهم من التعامل مع دويلات هزيلة يعملون على إنشائها ، وإذا كانوا يتحدثون عن الديمقراطية فإننا نذكرهم أن ما نسبته سبعون الى ثمانين بالمئة من الشعب السوري يؤيدون الرئيس بشار الأسد ، كل رجل مثقف وعالم ويعرف شيئاً من مبادئ الحياة هو مع الرئيس الأسد ، فقط المتطرفون وبقوة السلاح أجبروا الأهالي على السير في ركبهم ، وأنا أعرف قرىً كاملة في حماة فرض عليهم بقوة السلاح تغيير اللباس والعادات..هناك من يقول بصراحة نحن نريد الرئيس الأسد لأنه الأفضل بعد أن عرفوا حقيقة أولئك المجرمين المتطرفين.
سبوتنيك: ما الذي برأيكم سيجري في حلب؟
خلال المقابلة مع اللواء الحسن ظهر على شاشة التلفاز لقاء مع أحد المعارضين السوريين عندها قال اللواء الحسن:
هذا الشخص والله لا يلتقي حوله /100/ شخص في جميع أنحاء سوريا اتحداه أن يستطيع جمع مئة شخص حوله ، صنعوا منه صانعاً للديمقراطية وحامي حقوق الإنسان ، التحريض والفتن وتشويه الأفكار والقيم لا يصنع منه حامياً للديمقراطية ، صحيحٌ أن الرئيس حافظ الأسد كان شديداً في دفاعه عن سوريا إلا أنه كان إنساناً عظيماً في إنسانيته.
سبوتنيك: ماذا سيحصل في الرقة، أمريكا تحاول إرسال دواعش الموصل إليها؟
سبوتنيك: هل تعتقد أن استخدام السلاح في المظاهرات كان من ضمن الخطة ضد سوريا؟
نعم ، الطرف المعادي استخدم السلاح منذ البدايات ، كانوا في نهاية المظاهرات عندما كان رجال الأمن يحاولون السيطرة على المظاهرات التي تتحول إلى أعمال شغب كان المسلحون المتغلغلون داخل المتظاهرين يقومون بإطلاق النار على المتظاهرين ليتهموا رجال الأمن بأنهم من فعل ذلك ، كان هناك تعليمات صارمة من الرئيس شخصياً بعدم استخدام السلاح تحت أي ظرفٍ حتى أن عناصر الأمن كانوا ممنوعين من حمل السلاح.
سبوتنيك: حول التدخل الروسي في سوريا بناءً على طلب من الحكومة السورية ، البعض من خارح الحكومة ينتقد الهدن التي تطرح من قبل الروس ، وفي كل هدنة كانت تتبعها إخفاقات من قبل الجيش السوري عبر سيطرة المجموعات المسلحة على بعض المناطق ، واليوم نرى في حلب أنهم سيطروا على مناطق فيها في ظل غياب للطيران الروسي، ما تعليقكم على ذلك؟
سبوتنيك: هل ستطول معركة حلب، وماذا بعد؟
ستطول لأن المد مستمر ، المد الرجعي العربي السعودي والمد الحاقد التركي والمد القطري والمد الغربي الذي يدعي أنه متحضر كيف يدعم الإرهابيين والمتطرفين ، لا أجد تفسيراً لذلك.
سبوتنيك: عن مصر، هناك تحسن في العلاقات الأمنية بين سوريا ومصر؟
المؤسسة الأمنية المصرية دائما جيدة وتعمل لصالح الأمن القومي العربي ، والمؤسسة العسكرية المصرية أيضاً جيدة ، لكن المصريين محكومون بالوضع الاقتصادي ، وبسرعة التقطت السعودية ذلك واستغلت الوضع ، ودفعت المال مقابل شراء الذمة المصرية باتجاه سوريا وغيرها.
سبوتنيك: هل زرت مصر خلال الفترة الأخيرة؟
لا لم أزرها ، لكني أحب مصر ، العسكريون المصريون كانوا يزوروننا خلال الفترة التي كنا فيها أقوياء أي منذ بدايات عصر الرئيس الراحل حافظ الأسد وحتى نهاية /2010/ ، حيث كان المفكرون العسكريون المصريون يأتون إلينا لإعطاء المحاضرات في الكليات العسكرية وكانوا يقدمون النصائح والفكر العسكري العربي والقومي الصحيح.
سبوتنيك: بعض الدول وضعت اسمك على لائحة مجرمي الحرب ، بعضها الآخر يقولون عنك إنك شخص شرير أو شرس، هل أنت كذلك؟
أنا شرسٌ تجاه قضايا الوطن، أما تجاه قضايا الناس أنا متأكد أنهم يحبونني من الداخل، أحترم الناس جميعاً ، وأنت زرت سجني ، وما لمسته في ذلك السجن هو الحقيقة ، أنا أول استلامي الجهاز في عام /2009/ زارني أحد الحكماء وقال لي: لقد وصلت إلى منصبك بكفاءتك وجدارتك وعملك الصادق الجاد ، والسوريون المطلعون يعرفون ذلك ، أنت لست بحاجة للأعمال الأمنية ذات الطابع الدعائي ، أنت تحتاج إلى أن تحكم بالعدل ، قلت له: أنا لست الحاكم ، فأجابني اعمل على قدر جهازك الأمني ، وقال يارجل انتبه إلى سجنك ، أرجو أن لا يقفل على مظلوم ، يجب أن يُقفل على ظالم مجرم ومرتكب ، لم انتبه إلى هذه الحكمة التي قالها الرجل ومشى ، وبعد بضعة أشهر اكتشفت قضية فساد كبيرة في السجن ووقفت مذهولاً تجاه هذه الحادثة ، وقلت لنفسي أنا الرجل الذي أمضيت حياتي عصامياً ومستقيماً أقع في قضية كهذه ، عندها فتحت تحقيقاً واسعاً وأوقفت الكثير من السجانين وطلبت من القيادة معاقبة عدد من الضباط ، إلا أنني طلبت أيضاً في بداية المطالب أن أعاقب أنا شخصياً لأنني أستحق العقاب ، وطلبت ذلك من القائد ، ورفعت مذكرة بذلك ، وكما فهمت لاحقاً أن القيادة اندهشت من هذا الطلب إلا أنها أنهت ذلك بأن أعطتني فرصة جديدة لأنها تعرف أنني ضابط مستقيم وصادق ، وقالت لكل جوادٍ كبوة ، دعونا نعطيه فرصة جديدة ولنحاسب الآخرين على أخطائهم أنا في الأساس لست شريكاً في الخطأ ، بعد هذه الواقعة لايمضي يوم بدون تدقيق كل ما جرى ويجري في السجن ، وقضية الفساد تلك كانت تتعلق بشراء الذمم وزيارات للمساجين ، تمت محاسبة وطرد كل من ثبت أن له علاقة فيها ، ومنذ ذلك التاريخ أتيقن أن العدالة عندي صحيحة، لأن هذه الحادثة علمتني كثيراً ، لم أكتفِ بمراقبة جهاز السجن ولكن وضعت أجهزة للمراقبة والتدقيق على كل شيء ، أنا أعتقد أنني صادق مع الناس عنيف في مايتعلق بقضايا الوطن ، وأعلم أن ذلك سلاح ذو حدين وإذا ما أسأت استخدامه فسيضر البلد والمجتمع وسيضرني أنا أيضاً ، وإذا ما أحسنت استخدامه ، فسأكسب الناس والمجتمع والناس تلتف حول الوطن.
سبوتنيك: عن مصير المساجين الإرهابيين؟
أنا سأتركهم وثائق للتاريخ ، المحكمة تقرر وضعهم، أحد المساجين قيرغيزي لديه طفل، كان متمرداً جداً ويحمل البندقية علماً أن عمره لايتجاوز /7/ سنوات ، ولكن بعد ستة أشهرٍ تحول طفلاً ودوداً ، حيث قلت لأحد عناصري أن يربيه في منزله وخصصت له راتباً ، وواجهت الأسرة في البداية مصاعب مع الجيران الذين قالوا لها أنتِ تُربين ابن أحد التكفيريين الذي قتل هو وغيره الكثير من أبنائنا وأنا خاطبت وزارة الخارجية عشرات المرات من أجل المساجين القيرغيزيين وهذا الطفل ، وبدورها كانت تخاطب نظيرتها في قيرغيزيا إلا أن الأخيرة لم ترد.
سبوتنيك: هل سيكون هناك وقف قصف الطيران لأحياء حلب الشرقية؟
أنا أقدر أن حلب الشرقية لا تستحق إلا الحصار المحكم الذي ينهي المسألة ، إلا أن الدعم الأمريكي غير المحدود والمطلق للعصابات الإرهابية والدعاية الإعلامية وإثارة الفتن في مجلس الأمن الدولي هي التي تزيدهم طمعاً في حل محتمل ، كأن يتمكنوا من فك الحصار بالقوة وهذا حلم لهم.
سبوتنيك: عن كيفية استمرار وصول الدعم إليهم حتى مع الحصار.
حلب مشهورة بالأنفاق، هم فقط يُثيرون ضجة غربية، لماذا لا يضج المجتمع الدولي ضد ما يحصل لأحياء حلب الغريية هم أيضا مدنيّون.
أجرى الحوار: محمد معروف